زيارة المبعوث الأممي إلى الصحراء .. “تشويش انفصالي” يصطدم بنهضة تنموية
تزامنا مع الزيارة التي يقوم بها ستيفان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة تسعى “البوليساريو” إلى القيام بـ”مناورات جديدة” هدفها “التأثير على الأمر الواقع”.
وفور وصول طائرة دي ميستورا إلى مطار العيون المغربية، خرجت الجبهة المسلحة والمدعومة من الجزائر ببيان تصف فيه الزيارة بـ”نتيجة للكفاح المتواصل”، وقبلها بأيام حاولت “جهات تابعة لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي للدفع بأعمال تخريب في شوارع المدينة”. كما حاول نشطاء انفصاليين القيام بأعمال تخريبية تزامنا مع قوم المبعوث الأممي إلى مدينة العيون.
أمام ذلك، سجل مراقبون أن “الزيارة فرصة مهمة ليلقي دي ميستورا النظر عن قرب إلى الإنجازات المهمة التي حققتها المملكة المغربية بأقاليمها الجنوبية، خاصة مدينة العيون التي أصبحت تضاهي كبريات المدن”.
التشويش
في هذا الصدد، قال نور الدين باحداد، محلل سياسي مختص في قضية الصحراء، إن “الآلة الإعلامية المناوئة للوحدة الترابية تحركت بشكل مفاجئ، فور تأكد زيارة دي ميستورا”.
وأورد باحداد لهسبريس أن “هذا الأمر يأتي بهدف التشويش على برنامج زيارة المبعوث الأممي، التي ستكون فرصة ليقف بأم عينيه على ما تحقق من مشاريع تنموية مهمة بالأقاليم الجنوبية المغربية”.
واعتبر المحلل السياسي المختص في قضية الصحراء أن “دي ميستورا سيقف أيضا على ما تحقق على مستوى حقوق الإنسان من حرية للتعبير، إذ سيلتقي المجتمع المدني الذي يمارس مهامه بكل حرية”.
ولفت باحداد إلى أن “دي ميستورا سيقوم بجولة استطلاعية ليقف على قوة مشاريع البينة التحتية بمدينة العيون والأقاليم الجنوبية، وكذا على أثر الحضور القنصلي الكبير للدول الإفريقية والعالمية، والتي أكدت على دعمها للوحدة الترابية”.
وأوضح المتحدث عينه أن “هاته الأمور تثير حفيظة الجزائر و”البوليساريو”، الأخيرة التي تحاول جاهدة التأثير على الأمر الواقع، لكنها ستفشل تماما باعتبار أن هاته الحركة التنموية بأقاليمنا هي مشروع شعبي وطني لا يمكن زعزعته”، مبرزا أن “هاته الزيارة سيكون لها الأثر الدامغ على تقرير دي ميستورا الذي سيرفع إلى مجلس الأمن، وبه سيتيقن بحقيقة النزاع ومدى جدية جهود المملكة”.
استمالة الموقف الدولي
من جانبه، سجل عبد الفتاح الفاتيحي، محلل سياسي مختص في ملف الصحراء، أن “جبهة البوليساريو تحاول البحث عن حدث فريد لإعادة التوازن إلى موقفها التفاوضي المنهار”.
وأضاف الفاتيحي لهسبريس أن “البوليساريو، وقبل تقديم دي ميستورا لتقريره السنوي إلى مجلس الأمن، تحاول خلق أزمة مختلقة قصد التأثير على الٍرأي العام الدولي، في ظل تراجع صوتها واستمرار تبجحها بوقف إطلاق النار”.
وتابع المتحدث ذاته: “الأمر الثاني، الذي تسعى قيادة الرابوني من خلال نشر الشائعات حول زيارة دي ميستورا، هو توجيه الرأي العام لدى محتجزي مخيمات تندوف، والذي أصبح صوته قويا ضد سياسة غالي”، مبينا أن “هاته الزيارة جاءت بفضل المتغيرات التنموية التي تعرفها أقاليمنا الجنوبية”.
واستطرد المحلل السياسي ذاته بأن “الزيارة تهدف إلى تقييم التطور الاقتصادي بالصحراء المغربية، وهو الشق الذي تستبقه مؤخرا الأمم المتحدة في تقاريرها”.
وخلص المتحدث عينه إلى أن “هاته المحاولات معروفة، وتأتي في ظل تزايد الدعم الدولي الواسع للموقف المغربي الذي يهم مخطط الحكم الذاتي باعتباره الحل الوحيد لحل النزاع المفتعل”.
المصدر: هسبريس