زيارة إعلاميين مغاربة لإسرائيل تفجر جدلا بالمملكة.. ومطالب بـ”المحاسبة” عند عودتهم
أثارت زيارة وفد ضمن صحفيي مغاربة، إلى إسرائيل، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، جدلا واسعا في الوسط الإعلامي والحقوقي المغربي، فيما برزت دعوات تطالب بالتحقيق مع المشاركين في مثل هذه الزيارات.
ورغم أن أسماء الوفد الإعلامي المشارك في هذه الزيارة، لم تُكشف بعد، إلا أن هيئات إعلامية وحقوقية مغربية نددت بشدة بهذه الزيارة، واعتبرتها دعما واضحا لمجازر ومذابح الاحتلال بحق المدنيين في غزة ولبنان، داعية الهيئات الصحفية والإعلامية بالمغرب إلى التبرأ من المشاركين في هذه الزيارة.
ولم تتبنى أي جهة بعد هذه الزيارة التي ابتدأت الإثنين الماضي وتستمر 4 أيام، فيما لم يصدر مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، ووزارة الخارجية في تل أبيب، أي بلاغ أو معطيات حول هذه الزيارة، إلى حدود اليوم.
وليست هذه المرة الأولى التي يزور فيها صحافية مغاربة إسرائيل، إذ سبق أن قام وفد يمثل منابر إعلامية مغربية، بزيارة تل أبيب والقدس، خلال فترات سابقة قبل وبعد تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل.
ومنذ بداية العدوان على غزة، تشهد مدن المملكة مظاهرات ومسيرات يومية حاشدة، وهو ما دفع وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى إجلاء موظفي مكتبها بالرباط منذ بداية الحرب، كما حذر مجلس الأمن القومي بإسرائيل، من السفر إلى المغرب.
تنديد إعلامي
وفي هذا الصدد، قالت جمعية “إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين وضد التطبيع”، إن وفدا صحفيا يقوم بزيارة إلى إسرائيل، بترتيب من مكتب الاتصال الإسرائيلي في المغرب، حيث تستمر هذه الزيارة لعدة أيام.
وعبرت الجمعية في بلاغ لها، تتوفر “العمق” على نسخة منه، عن إدانتها الشديدة لـ”زيارة هؤلاء الصحفيين لهذا الكيان الذي يواصل شن حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني”، معتبرة هذه الخطوة “تعبيراً عن تدهور القيم الإنسانية لدى هذه الفئة، وتجردهم من المبادئ النبيلة التي يجب أن تميز مهنة الصحافة”.
وأشارت الجمعية إلى “موقفها الثابت والمبدئي، الذي يعبر عن الأغلبية الساحقة من الجسم الإعلامي المغربي، والعديد من المنظمات الحقوقية والنقابية والقوى الشعبية المغربية، بإدانة ورفض التطبيع مع هذا الكيان المجرم، والدعم الثابت للقضية الفلسطينية التي نعتبرها قضية وطنية”.
واعتبرت أن هذه الزيارة “محاولة بائسة لإحداث اختراق في موقف الشعب المغربي، وموقف الجسم الصحافي بصفة خاصة من القضية الفلسطينية، وهو موقف ثابت عبر عنه عبر المسيرات والوقفات التضامنية في كافة المدن المغربية”.
وأضاف البلاغ أن “هؤلاء الصحفيين لا يمكنهم أن يدعوا تمثيل الشعب المغربي أو الصحافيين المغاربة، أو أن يكونوا من ورثة نضال الرموز الوطنية التي قاومت الاستعمار، فضلاً عن أن موقفهم هو خذلان لشهداء المغرب الذين ناضلوا في سيناء والجولان”.
غضب مناهضي التطبيع
في نفس السياق، قال المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، إن الصحفيين “المجهولين” لم يتم الكشف عن وجوههم أو أسمائهم أو منابر اشتغالهم، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تشكل “فضيحة مزدوجة تمزج التطبيع بالعمالة، مع التخفي”، وفق تعبيره.
واعتبر المرصد أن إخفاء مكونات الوفد أكبر مؤشر على سقوط هذه الخطوة وجبنها وجبن أصحابها”، مشددا على أن “الساحة المغربية الشعبية عصية على الإختراق الصهيوتطبيعي، لذلك يحتاج الصهاينة إلى هكذا رقصات في الفراغ لصناعة صورة كاذبة”.
وأشار المرصد في بلاغ له، إلى إنه وقف في وقت سابق على ما أسماها “فضيحة استقبال مكتب الإتصال الاسرائيلي بالرباط لـ8 صحفيين من قبل المدعو حسن كعيبه الذي نعت المغاربة بأنهم “ليسوا بشرا” بسبب تضامنهم مع غزة”.
وكشف أن الإعلان عن استقبال ثمانية صحفيين بداية غشت الماضي من قبل مكتب الإتصال الاسرائيلي بالرباط، تم بالموازاة مع حجب أسماء وجوه المشاركين، معتبرا أن ذلك يدل على “وجود عملية متهافتة متوترة، سواء من قبل الصهاينة أو من قبل الصحفيين العملاء” وفق تعبيره.
وأضاف المرصد أن “المغاربة لم يتوقفوا عن النزول إلى الشارع منذ 7 أكتوبر 2023، بما جعل العدو الصهيوني يحرك أوكار العمالة لصناعة مشهد بروباغندا مزيف لحقيقة الموقف الشعبي المغربي الداعم للمقاومة والرافض للتطبيع”.
وتشير مصادر متطابقة إلى أن هذا الوفد الصحفي حل بإسرائيل، الإثنين المنصرم، في زيارة تستمر 4 أيام، حيث استقبلهم جلعاد شدمون، المدير العام لوزارة التعاون الإقليمي بحكومة نتنياهو، فيما يرتقب أن يزوروا مستوطنات متاخمة لقطاع غزة، بإشراف الجيش الإسرائيلي، للاطلاع على المواقع التي هاجمتها حركة “حماس” في 7 أكتوبر 2023.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي، وبدعم مطلق من الإدارة الأمريكية وعدد من الأنظمة الغربية، حرب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، خلفت إلى حدود الساعة أزيد من 150 ألف ضحية ما بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، إلى جانب آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
المصدر: العمق المغربي