“زوجة الملوك الثلاثة” في طبعة ثانية
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 03:19
عن “منشورات غاليري الأدب”، ظهرت إلى النور الطبعة الثانية لرواية “زوجة الملوك الثلاثة” للروائي المغربي مصطفى لغتيري، وذلك بعد طبعتها الأولى التي صدرت في القاهرة.
وقاربت الرواية التي جاءت ضمن 137 صفحة من القطع المتوسط، شخصية تاريخية، من أجل توظيفها في متنها الحكائي، هي زينب النفزاوية التي لا يعرف عنها الناس إلا النزر القليل، والتي جاءت هذه الرواية لتعيد بناء شخصيتها انطلاقا من المعلومات التاريخية القليلة المتوفرة واعتمادا على الخيال.
واستطاع الكاتب مصطفى لغتيري إبراز ملامحها الفيزيولوجية والنفسية، لا سيما شخصيتها القوية، إذ كان نفوذ كبير في الدولة المرابطية التي حكمت المغرب وامتد نفوذها حتى الأندلس شمالا وتونس شرقا وجنوب الصحراء الكبرى جنوبا، وهدف المؤلف إلى إبراز الدور المحوري القوي الذي ساهمت به هذه المرأة في بناء الدولة وفي تمددها وازدهارها.
يقول لغتيري في مبررات كتابته لهذه الرواية التاريخية: “رغم الاختلاف البين بين الأدب والتاريخ، خاصة على مستوى منهج كل منهما، إلا أنهما يستفيدان من بعضهما بشكل كبير، فالأدب يستفيد من التاريخ، وذلك من خلال استدعاء بعض الشخصيات والأحداث التاريخية ومحاولة إعادة تقديمها بنفس روائي يراعي الجانب الفني والجمالي، دون التضحية طبعا بالبعد التوثيقي والعلمي أحيانا”.
ويضيف أن “التاريخ يستفيد كذلك من الأدب ومن الرواية تحديدا لأنها تلفت الانتباه إلى بعض أحداثه وشخصياته وتسلط عليها الأضواء الكاشفة، كما أن التاريخ اعتمد على الأدب كثيرا في بناء صورة ولو تقريبية عن فترة تاريخية معينة أو شخصيات بعينها. ويمكن اعتبار الأوديسا والإليادة نموذجا لذلك، وبالتالي فالاستفادة متبادلة”.
ويتابع: “تتمتع الرواية بمرونة كبيرة وبقابلية واضحة لهضم شتى المعارف، منها التاريخ والفلسفة مثلا، وحتى العلوم الدقيقة بالنسبة لروايات الخيال العلمي مثلا، لذا فلا غرابة أن تسعى الرواية جاهدة للقيام بدور توثيقي ولو بشكل غير مباشر، رغم أن هدفها بالدرجة الأولى فني وجمالي، فعندما يريد المؤرخ كتابة تاريخ السجون على سبيل المثال لا الحصر، لا أظن أنه سيستغني عن الروايات، التي كتبت في هذا المجال، ولو باعتبارها شهادات، خاصة وأن التاريخكما يعلم الجميعيعتمد على الشهادة الشفوية والشهادة المكتوبة في بناء مادته، وهناك أمثلة كثيرة تعز عن الحصر، فكثير من المؤرخين تسعفهم النصوص الروائية لاستقاء المعلومة التاريخية ولو من باب الاستئناس”.
يشار إلى أن الكاتب غزير الإنتاج ويراكم إصدارات كثيرة ومتنوعة، إذ صدر له إلى حد الآن 36 مؤلفا، من بينها 20 رواية .
المصدر: هسبريس