هل يقبل الذوق السليم أن تخرج أستاذة جامعية في كلية علوم التربية لكي ترتكب ثلاث مجازر في جملة واحدة؟

المجزرة الأولى في حق شباب جيل زد/Genz 212، حين وصفتهم بجيل الضباع، ردا على تعبيراتهم الاحتجاجية الحية والنبيلة كحياة ونبل من لا تزال تجري في عروقهم دماء زكية من بنات وأبناء هذا الوطن، في الداخل أو في الاغتراب.

المجزرة الثانية في حق السوسيولوجي المناضل أحمد جسوس، حيث نسبت إليه أستاذتنا الجامعية وصف هذا الجيل بجيل الضباع، وهذا افتراء على الأموات وقلة أدب في التعامل مع ذكراهم وانتهاك لحرمتهم.

المجزرة الثالثة: حين أضفت على فعلها هذا لباس المدرسة الاتحادية ليكتسب شرعية نضالية وفكرية، تدرك جيدا أستاذتنا أنها مفقودة وأن الرسالة الاتحادية بريئة من تجريم الاحتجاج بمبرر وقوع انفلات هنا أو هناك.

أي وقاحة تلك التي تلتحف التعالي وتتوسل بحيوان يرتبط في المخيلة بالمكر والخديعة؟؟؟
الضباع الحقيقية هي التي تملأ الصالونات المكيفة بكلام عنوانه العريض خيانة الأمانة الاتحادية وانبطاح مقيت في محراب السلطة طمعا في بقايا موائدها، بعد أن يشبع الأسياد وتأتي بعدهم الضباع لتقتات على مخلفاتهم.

وحين أطلق جسوس عبارته الشهيرة: إنهم يريدون إنتاج جيل من الضباع، فإن أصابع اتهامه كانت تتجه إلى جزء من السلطة كان يحلم بتدجين المغاربة وتحويلهم إلى ضباع، لكن تاريخ هذه الأرض أثبت العكس…

روح جسوس لا تزال تحيط بنا لكي تنزع عن السلطة شرعيتها كلما اختارت أن تهاجم الشعب بدل أن تصغي إليه، وكلما نقضت العقد الاجتماعي بتغليب منطق القوة.

أي خراب هذا الذي تتحدثون عنه؟ الخراب هو أن تتحوّل منتسبة إلى حزب الشهداء والمناضلين إلى جوقة تبريرية للسلطة عبر التخفي وراء الإرث النضالي والأكاديمي المجيد لقامات وهامات من عيار أحمد جسوس.

الخراب هو أن نرى مناضلا يساريا أغلبيا أكثر من الأغلبية التي أقر جزء منها بأنه أخلف الموعد مع التاريخ، ومخزنيا أكثر من المخزن الذي قال رمزه الأول: لا مكان لمغرب بسرعتين.

من يسارية إلى يسارية، عيب أن نرثي المستقبل النابض كما يمثله شبان وشابات جيل زد والذي يصر على الخروج من شرنقته ليرفرف في سماء الحرية والانعتاق بألفاظ الحيوان.

اليسار الذي يتنصّل من شبابه هو يسار يحتضر. إنهم جيل الحياة لا جيل الضباع، جيل يفتح الدروب التي أغلقتموها بتردّدكم واصطفافاتكم. والاتحاد الاشتراكي إن كان له مستقبل، فلن يصنعه من يسبّ الشعب بل من ينحاز إلى كرامته.

نصيحتي إلى أستاذتنا الجامعية: لملمي ما تبقى من مصداقيتك، فالذاكرة الجماعية لشباب جيل زد لن تنسى وصفهم بجيل الضباع، وتجوع المناضلة ولا تأكل بمبادئها، قياسا على قول الحكماء: تموت الحرة ولا تأكل بثديها.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.