“رواق الجهات” يستعرض الدينامية المغربية بالمعرض الدولي للفلاحة في مكناس
يستمر قطب الجهات ضمن فضاء المعرض الدولي للفلاحة بمكناس في جذب عدد مهم من الزوار التواقين إلى التعرف عن كثب على الإمكانيات الفلاحية التي تحوزها الجهات الاثنتي عشرة للمملكة، حيث يظل هذا القطب بمثابة خريطة فلاحية وطنية مصغرة ونبذة واقعية عن اختلاف الإنتاج الفلاحي حسب المناطق.
ونظرا للعدد المهم لزوار المهرجان الذي يرتقب أن يصير عند حدود مليون زائر خلال ستة أيام، سعت جهات المملكة إلى الحضور هي الأخرى ضمن هذا الرواق لتحكي قصتها مع الزراعة والإنتاج الفلاحي لفائدة الزوار الساعين إلى فهم منسوب الدينامية الفلاحية بالجهة المنتمين إليها.
مع مدخل القطب، تستقبل جهة سوس ماسة الزوار لتعرض لهم مساهمتها في ضمان السيادة الغذائية الوطنية، باعتبارها من بين أكثر الجهات إنتاجية فلاحيا، خصوصا فيما يتعلق بالخضراوات والفواكه والمنتوجات المجالية، فضلا عن مدى تمكنها من مواجهة تأثيرات تقلبات المناخ ومستقبل الفلاحة على مستواها.
جابت هسبريس رواق الجهة الذي بدا متنوعا فيما يخص المعروضات، فثمة حوامض وفواكه ومنتوجات مجالية، إلى جانب رسوم بيانية وخرائط تقدم للزوار أرقاما حول الفلاحة بسوس ماسة ومستقبلها في ظل ارتفاع منسوب الجفاف ومواكبتها له عبر أوراش تحلية مياه البحر.
لمعرفة أهمية الرواق، توجهنا بالسؤال إلى محمد الغازي، مسؤول التواصل والعلاقات العامة بجهة سوس ماسة، حيث أكد أن “هذا الرواق يساهم في التعريف بجهة سوس ماسة كجهة فلاحية بامتياز. كما يحاول تقديم صورة عن المشاريع الجديدة بالجهة، خصوصا فيما يتعلق بالفلاحة والماء والتنمية المستدامة”.
وأضاف الغازي، في تصريح لهسبريس، أن “الرواق يضم معلومات مهمة عن البرامج التي تم إنجازها بالجهة والأخرى التي تظل قيد الإنجاز، إلى جانب المنتوجات الفلاحية التي تتميز بها سوس ماسة، حيث يضم تشكيلات مختلفة عن الحوامض والخضر، خصوصا الطماطم التي تتوفر لوحدها على حوالي 12 نوعا مختلفا”.
وبيّن المتحدث أن “جهة سوس ماسة تظل معروفة بمنتوجاتها المجالية، بما فيها سلاسل الأركان والحناء والنباتات العطرية والطبية؛ وهو ما يؤكده مشاركة 83 تعاونية من الجهة بمعرض الفلاحة الحالي، 53 منها حصلت على جوائز في تخصصاتها”، لافتا إلى أن “الجهة مميزة كذلك بتوفرها على أقطاب للابتكار، بما فيها مدينة الابتكار وتيكنوبارك سوس ماسة؛ الأمر الذي يشكل فرصة لاحتضان الشركات المشتغلة في مجال الابتكار الفلاحي”.
وذكر المسؤول نفسه فيما يتصل بعلاقة الفلاحة بالموارد المائية أن “الجهة تعززت بمنشآت مائية من قبيل المحطة الحالية لتحلية مياه البحر باشتوكة باها، إلى جانب أخرى يتضمنها برنامج التنمية الجهوية المعمول به حاليا، فضلا عن الطريق المائي السيار الذي سينقل الماء المُحلى إلى سهل هوارة الذي يعد أساسا منطقة فلاحية متميزة”.
غير بعيد عن رواق جهة سوس ماسة، تتموقع جهة بني ملال خنيفرة بدورها ضمن رواق خاص بها تبتغي من خلاله عرض حصيلتها في الإنتاج الفلاحي كإحدى أهم الجهات التي تساهم بحصتها ضمن إجمالي الإنتاجية الفلاحية الوطنية، في ظل ارتفاع منسوب تداعيات تغير المناخ لها.
محمد شوقي، رئيس لجنة الفلاحة والتنمية القروية بجهة بني ملال خنيفرة، قال إن “الرواق الحالي يضم ثلة من المنتجات المحلية التي تنتجها الجهة التي تظل فلاحية بامتياز، حيث تتوفر على تنوع جغرافي ما بين السهول والجبال التي تشكل حوالي 65 في المائة من إجمالي المساحة الجهوية، مما يساعدها على تكوين موارد المياه التي تغذي أربعة أحواض”.
وأكد شوقي، ضمن تصريحه لهسبريس، أن “الجهة تتميز بسلاسل الزعفران خصوصا بإقليم أزيلال، فضلا عن سلسلة الزيوت الغذائية بالأقاليم الأخرى، إلى جانب الحوامض بأفورار والألبان والحليب ومشتقاته كذلك”، لافتا إلى أن “الرواق يظل مهما باعتباره يعرّف بهذه الخصائص الفلاحية التي تتميز بها الجهة”.
وذكر المتحدث أن “جهة بني ملال خنيفرة تظل جهة فلاحية وسياحية بامتياز، ومن المنتظر أن يُمكنها القطب الفلاحي (Pole agricole) من دينامية غذائية وفلاحية”، مبرزا “وجود مجموعة من المشاريع الاستراتيجية المهيكلة التي بإمكانها دعم النشاط الفلاحي بالمنطقة””.
وجوابا عن سؤال لهسبريس حول مستقبل الفلاحة بجهة بني ملال خنيفرة، تابع رئيس لجنة الفلاحة والتنمية القروية بهذه الجهة: “نحن متفائلون بهذا الخصوص، بالرغم من التغيرات المناخية؛ بالنظر إلى وجود عدد من الإجراءات التي قامت بها المؤسسات المعنية”، خاتما بأن “سياسة السدود مكنت الجهة من موارد مائية مهمة أغنت الفرشة المائية الموجهة إلى الفلاحة”.
المصدر: هسبريس