اخبار المغرب

رفوش: وهبي مستفز واستعرض عضلاته بدل التعديلات.. وشرعنة العلاقات الرضائية نوع من الداعشية

انتقد عادل رفوش، المشرف العام والمدير العلمي لمؤسسة ابن تاشفين للدراسات والأبحاث والإبداع، ما اعتبرها، تصريحات “مستفزة” لوزير العدل، عبد اللطيف وهبي بخصوص مراجعة مدونة الأسرة، مشيرا إلى أن هذا الأخير “يستعرض العضلات عوض إظهار التعديلات”.

وقال رفوش، خلال حلوله ضيفا على برنامج “نبض العمق”: “حينما نقارن مثلاً بين تصريح وزير الأوقاف ووزير العدل، نجد أن الأول كان أمينًا في البيان، وتلى البيان وقرأ النقاط بدون أي مؤثرات خارجية تجعله هنا أو هناك. بينما أتى وهبي لاستعراض العضلات بدل إظهار التعديلات”.

وأضاف: “من الأمور التي نثمنها في هذه التي دعا لها الملك أنها أُحيلت على مؤسسات،  إذا نذكر في تعديلات 2004 كانت لنخب أشخاص تكلفوا باللجنة والبحوثات، غير أن هذه المرة أُحيلت التعديلات على مؤسسات”، مشيرا إلى أن وزير العدل عوض أن يطمئن الشعب ويفرح الناس وأن تدخل عليهم الفرح والسرور بتعديلات تنهض بالأسرة رجلًا وامرأة وطفلًا، تستعرض العضلات بدل إظهار التعديلات.

وزاد منتقدا: “وزير العدل يتحسس من العبارات القرآنية، وعليه أن يحترم تخصصه وأن يحترم المهمة التي أنيطت به، وأن يكون وفيًا لمسؤوليته، اتزانًا وبيانًا وإيمانًا، هو من أهل الإيمان، فينبغي أن يجسده، وهو من المغاربة الذي نحن في أمان من إسلامهم وإيمانهم ووطنيتهم، وعليه أن يجسد ذلك في بياناته وخطاباته، لكن طريقة عرض وزير العدل الاستفزازية سبّبت كثيرًا من الإشكالات ولو عرضها بطريقة قانونية متّزنة، فيها العبارة وما يعادلها، مع عدم استعمال مصطلحات كـ”هذه ستعجبكم” فهو يخاطب الشعب المغربي ونحن لسنا في معركة”.

كما وجه المشرف العام والمدير العلمي لمؤسسة ابن تاشفين للدراسات والأبحاث والإبداع، انتقادات لأحمد عصيد بالقول: “حينما تسمع أحمد عصيد وهو يتكلم كأنه في معركة، ويقول “لا يريدون أن يعترفوا بهزيمة، وحينما تكلمه في التفاصيل، يتهم العلماء بأنهم جبناء وأنهم لم يستطيعوا أن يأخذوا المبادرة التي أعطاهم الملك. هناك تناقض وهناك مزايدات بعيدة عن ثقل الفقه وثقل المسؤولية وواجب الكلمة التي ينبغي أن يتبناها الفقيه والمثقف، وهذه المداخلات من مثل عصيد، والوزير وهبي، أنا أظن بأنها هي من أسباب تعميق المشكلة”.

وزاد قائلا: “أنا تابعت إحدى لقاءات أحمد عصيد  وكان يستهلك عبارات التّهجّم وعبارات التّنقيص كـ”الهزيمة، العلماء جبناء، لم يتقدّموا، لم يوازوا”، ويريد أن يجعل حربًا بين الملك وبين المؤسسة العلمائية. وهذا كلّه من التّحريش المذموم”.

وبخصوص رأيه من التعديلات المقترحة لمدونة الأسرة، قال المتحدث ذاته: “لا يمكن أن تبني حكمًا فقهيًا على مجرد عنوان، وكثير من الفقهاء دعو للانتظار حتى يخرج مشروع القانون بالصيغَة النهائية للمسألة وتفاصيلها قبل الحكم عليها، فلا يمكن للفقيه أن يبني فتواه على غير أمور تفصيلية، والتّعديلات لم تخرج بعدُ إلى الصّيغة الّتي تحاكم فيها ويجب التريث حتى تكون مشروع قانون ومسوّدة كاملة الفقرات، إذ ذاك يمكن أن تعرض وتغربل”، داعيا للالتزام  بضوابط العلم والمعرفة والاتزان وعدم الاتهام وعدم التّخوين وعدم التّهوين.

إلى ذلك، اعتبر رفوش أن “شرعنة العلاقات الرضائية هو نوع من الدّاعشية من طرف الإباحية. لأن الدّواعش نادوا، وفق تعبيره، بجهاد النّكاح وهؤلاء يدعون إلى نكاح الانفتاح، مشيرا إلى أن كلاهما يدعو إلى الاستباحة فيما هو محرم”.

واستطرد قائلا: “أنا أعتبر هذه داعشيّة من لون آخر، داعشيّة بدعوى الإنفتاح. ولذلك الدّاعشية ليست أشخاصًا، الدّاعشية تطرّف سواء كانت باسم التّشريع أو كانت باسم التّنوير، ولذلك أنا أدعو هؤلاء المتدخّلين، أن يترفعوا عن هذه العبارات المستفزة، وأن يكونوا دقيقين في النقاش”.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *