رغم الجفاف والغلاء .. المغرب يتجاوز بلجيكا في تزويد السوق الأوروبية بالجزر
كشفت بيانات منصة “إيست فروت”، المتخصصة في أسواق الخضر والفواكه، أن صادرات المغرب من الجزر نحو إسبانيا عرفت نموا حادا وقياسيا، بحيث تضاعفت واردات الدولة الإيبيرية من الجزر المغربي بنحو 5.7 مرات مقارنة بالعام الماضي، كما تجاوزت الصادرات المغربية إلى إسبانيا هذه المرة صادرات المواسم الستة السابقة مجتمعة.
واعتبرت المنصة ذاتها أن “هذا إنجاز يعد مهما”، بالنظر إلى أنه خلال سنوات سابقة عدة، تم شحن الجزر من المغرب إلى إسبانيا بكميات صغيرة نسبيا، تراوحت بين 20 و280 طنا في كل موسم. ونتيجة لذلك، لم تستورد السوق الإسبانية من المغرب سوى 936 طنا من الجزر على مدى ست سنوات.
لكن، قال المصدر ذاته إنه في الموسم الحالي، زاد المزارعون المغاربة صادراتهم بشكل ملحوظ نحو الجارة الشمالية للمملكة؛ فقد تم تسليم أكثر من 1500 طن من الجزر، بقيمة مادية تم تقديرها بـ720 ألف دولار أمريكي (أزيد من 7 ملايين درهم مغربية)، مع ذروة صادرات لوحظت في فبراير ومارس من هذا العام.
وأشارت “إيست فروت” إلى أن “إسبانيا بنفسها تعتبر مصدرا كبيرا للجزر، كما أنها تقوم أيضا بإعادة تصديره، إذ تحتل المرتبة الثامنة عالميا بين موردي هذه الخضروات. كما أنها، مع ذلك، تقوم باستيراد مادة الجزر بشكل لافت للانتباه، ففي الموسم الحالي 2022/23، وصل نحو 22 ألفا و500 طن من الجزر من الخارج إلى السوق الإسبانية.
تجدر الإشارة إلى أن الدولة الإيبيرية تستورد الجزر من 12 دولة، ويتم تزويد السوق الإسبانية بكميات مهمة، خصوصا من طرف هولندا وفرنسا والبرتغال، فـ87 في المائة من الواردات تأتي من هذه البلدان، فيما بلغت حصة الجزر المغربي من إجمالي الواردات في إسبانيا حوالي 1 في المائة خلال المواسم الـ6 الماضية.
بيد أنه مع متم موسم 2022/23، ارتفعت نسبة الصادرات من المغرب بنسبة 7 في المائة. وأشارت المنصة إلى أن “الجفاف الذي ضرب أوروبا في عام 2022 لعب دورا محوريا في الاتجاه نحو السوق المغربية، وذلك بعدما تأثرت كل من فرنسا والبرتغال وإسبانيا بموجة الجفاف وتداعياتها”.
ونتيجة لذلك، انخفضت صادرات الجزر من فرنسا في هذا الموسم، بما في ذلك الشحنات إلى إسبانيا، وكانت “فرصة” تمكن المغرب من “الاستفادة منها” وزيادة الإمدادات للسوق الإسبانية، فـ”المغرب تجاوز هذه المرة بلجيكا التي كانت ثاني أكبر مصدر للجزر في أوروبا من حيث إمدادات الجزر إلى إسبانيا، وأصبح رابع مزود للسوق الإسبانية بالجزر بعد هولندا والبرتغال وفرنسا”.
ووجدت المنصة أن هذا يدل على أن “المغرب تمكن من تنويع صادراته وتوسيع وجوده في أوروبا، خصوصا وأن الجزر ليس ضمن مواد التصدير الرئيسية للمغرب كما هو الشأن بالنسبة للطماطم والفلفل الحلو، ولكن البلد الشمال إفريقي يبدو أنه عازم على إضافة الجزر إلى سلة صادراته”؛ فعلى مدى ست سنوات، ارتفعت نسبة الصادرات بنحو 7.6 مرات، بإجمالي ما يقرب من 52 ألف طن، بقيمة 12.4 مليون دولار أمريكي.
هذه الأرقام خولت للمغرب، وفق المصدر ذاته، أن “يقفز إلى مراتب متقدمة في لائحة الموردين العالميين في ما يتعلق بالجزر حصرا؛ فقد انتقل البلد المغاربي من المركز 30 سنة 2017 إلى المركز 18 خلال سنة 2022 الفارطة، كما جرى تصدير الجزر المغربي إلى 34 دولة في الموسم الحالي”.
وكان المغرب سابقا يركز على توريد الجزر، في الغالب، إلى الدول الأفريقية، غير أن الأرقام الحديثة التي تقدمها المنصة تشير إلى ارتفاع قياسي في نسبة الجزر نحو بعض البلدان الأوروبية، ليس فقط إسبانيا، بل كذلك البرتغال، بحيث تمكن المزارعون المغاربة في الموسم الحالي من استئناف إمداداتهم إلى البرتغال كذلك، لأول مرة منذ سنوات عدة.
المصدر: هسبريس