يعيش “كورنيش” المحمدية وضعا مزريا يسيء إلى صورة المدينة الساحلية وهي تستقبل فصل الصيف والزوار من المدن المجاورة وغيرها.

ورغم المبالغ الهائلة التي أنفقت على تهيئة “الكورنيش” غير أن زيارة إليه تكشف واقعا مزريا يثير الاستغراب مما آل إليه هذا الفضاء.

وأضحى فضاء “الكورنيش” الذي كان متوقعا أن يكون متنفسا لساكنة المحمدية وزوارها في حالة كارثية، حيث تم تخريب عدد من المرافق في غياب أي مراقبة من لدن السلطات أو تخصيص شركة أمنية لذلك.

وأثار هذا الوضع الذي يعرفه “الكورنيش” عامل إقليم المحمدية المعين مؤخرا، إذ تفاجأ خلال زيارة إلى هذا الفضاء قبل أيام بحالته الكارثية، الأمر الذي يستلزم تحركا عاجلا لإصلاح ما يمكن إصلاحه.

وتعالت أصوات هيئات مدنية ومنتخبة، مطالبة السلطات بفتح تحقيق معمق في واقع “كورنيش المحمدية”، وكذا المبالغ المالية الضخمة التي رصدت له ومصيرها.

وسجل سحيم محمد السحايمي، الناشط البيئي على مستوى المحمدية، أن “الكورنيش الجديد خُربت مرافقه قبل أن تُفتتح بشكل رسمي، وبدت كأطلال وصناديق مرمية ومتخلى عنها”، مضيفا وهو يصف الوضع أن “رمال الشاطئ انتحلت صفة رمال بدون استحياء وهي في الحقيقة خليط يطغى فيه ركام الكورنيش القديم، ما جعل الأتربة والأحجار تنال الغلبة”، وفق تعبيره.

وأورد الناشط المدني ضمن تصريحه للجريدة: “الكورنيش الجديد كنا نمني النفس أن يكون ستارا يغطي على ماضي العشوائيات، ويرمم مطبات التسيير غير المسؤول، لكن مع مرور الوقت برزت للأسف عيوب الدراسة القبلية للمشروع”.

وزاد المتحدث نفسه وهو ينتقد أشغال التهيئة: “جرى وضع المواد المستخدمة للبناء والآليات بالكورنيش، وأتلفت ألعاب الأطفال، أما في المرافق الصحية فلا مفر لقضاء الحاجة إلا الاختباء، وهذا يخلق حرجاً كبيراً لدى العديد من الأسر”.

واعتبر السحايمي أن “ما يعرفه الكورنيش من وضع مقلق يحتاج إلى إصلاح الخلل، ويتطلب ضميرا مسؤولا تملؤه روح المواطنة”، وفق تعبيره.

من جهته أكد سهيل ماهر، المحامي وعضو مجلس جماعة المحمدية، أن “الوضع كارثي على مستوى الكورنيش الذي يسيء إلى المدينة برمتها”.

وأوضح عضو المجلس الجماعي، ضمن تصريحه للجريدة، أن “هذا الفضاء يحتاج إلى التأهيل رغم الملايير الضخمة التي أنفقت عليه منذ سنوات”.

وأضاف المتحدث نفسه أن “هذا الفضاء الذي يقصده أبناء المدينة وزوارها يلزم توفير الحراسة به من خلال تكليف شركة تشرف على ذلك لضمان الحفاظ على مرافقه وتجهيزاته”؛ كما شدد على أن “هذا الوضع الكارثي بات يستلزم تخصيص مبالغ مالية من أجل إعادة ترميم الكورنيش وإصلاح مرافقه التي تم تخريبها وبعث الروح فيه من جديد، حتى يصير في حلة جديدة تليق بالمدينة”.

جدير بالذكر أن تهيئة “الكورنيش” أشرفت عليها شركة التنمية المحلية الدار البيضاء للتهيئة، بعدما خصصت لها ميزانية تقدر بما يفوق 200 مليون درهم.

المصدر: هسبريس

شاركها.