رغم إنجازات البطل سفيان البقالي .. انتقادات لاذعة تطال ألعاب القوى المغربية
أعادَ التتويج العداء سفيان البقالي ببطولة العالم في بودابست النقاش العام حول واقع ألعاب القوى بالمغرب، نظرا إلى النتائج السلبية التي يتم تحقيقها في هذه الرياضة خلال العقدين الماضيين، باستثناء ما يعتبره البعض “مجهودا فرديا” لهذا العداء المغربي.
وانتقدت العديد من الفعاليات الرياضية ضعف المجهودات المؤسساتية للجامعة المشرفة على تدبير هذه الرياضة، مؤكدة أن ألعاب القوى تعاني من “غياب” استراتيجية واضحة المعالم بخصوص التكوين الفردي والجماعي؛ وهو ما أظهرته النتائج المحققة في المسابقات الدولية.
لذلك، دعت العديد من الفعاليات المتتبعة للحقل الرياضي إلى إحياء سباقات العدو الريفي في المدارس من أجل الدفع قدما بألعاب القوى في المستقبل القريب، خاصة أن تلك السباقات من شأنها التنقيب عن المواهب الصاعدة لاحتضانها والإشراف على تدريبها منذ الصغر.
ولفتت منشورات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن المغرب ينتظر عداء استثنائيا في مجال ألعاب القوى خلال كل عشرية حتى يحمل مشعل الألقاب، منبهة إلى انعدام الفروع الجهوية للتكوين وعدم إعطاء الفرصة للأبطال السابقين للاندماج في عالم التسيير والتدريب والتكوين.
عبد العزيز بلبودالي، كاتب وخبير رياضي، قال إن “واقع ألعاب القوى يطرح علامات استفهام كبرى في المغرب، وهو ما يتناقض مع تاريخ هذه الرياضة خلال العقود الماضية”، وزاد: “في زمن انعدام البنيات التحتية والأزمة المالية وغياب التكوين، كانت لائحة الأبطال طويلة (من 1960 إلى نهاية التسعينيات)”.
وأضاف بلبودالي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المغرب يتوفر حاليا على مركز وطني عال للتكوين، إلى جانب إمكانيات مادية مهمة ومقاربات علمية للتكوين؛ غير أن هناك عددا قليلا من الأبطال في المحافل الدولية خلال السنوات المنصرمة”.
وأوضح الخبير الرياضي أن “المدرسة كانت تلعب دورا طلائعيا في تكوين أبطال ألعاب القوى بالمغرب؛ لكن هذا الدور خفت في العقدين الماضيين، رغم أن وزارة التربية الوطنية أعطت حيزا مهما للرياضات المدرسية بمختلف أصنافها في المدارس”.
واستطرد بأن “الإدارة التقنية للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى يفترض أن تكثف من عملية التنقيب عن المواهب، على غرار ما تقوم به الجامعة الملكية لكرة القدم؛ فضلا عن تكثيف أنشطة ألعاب القوى طيلة الأسابيع، والتنقل صوب البوادي والقرى للبحث عن الأطفال المتميزين في هذه الرياضة”.
ولفت المتحدث إلى ضرورة “فتح الباب أمام الأبطال السابقين لإدماجهم في مناصب التسيير والتدبير بالجامعة، بالموازاة مع إشراك الكفاءات العلمية التي تخرجت من معاهد تقنية عليا في صياغة المخططات الرياضية، وكذا تجديد دماء المكتب الجامعي بأسماء شابة”.
المصدر: هسبريس