رسميا.. إعلان غزة “منطقة مجاعة” وإسبانيا تتحرك بالأمم المتحدة لوقف المذبحة

أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، اليوم الأربعاء، قطاع غزة “منطقة مجاعة”، فيما اعتبر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك أن استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين في غزة يشكل جريمة حرب.
وفي مؤتمر صحفي بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية أعلن غزة منطقة مجاعة، ودعا كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للتحرك العاجل وفق التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، والاعتراف بالكارثة والمجاعة.
كما طالب رئيس الوزراء الفلسطيني بتطبيق قرارات الأمم المتحدة التي تمنع استخدام الجوع كسلاح حرب، مناشدًا المنظومة الأممية بكاملها أن تُفعّل آلياتها فورا وأن تتعامل مع غزة كمنطقة مجاعة.
وأضاف أن حكومته سوف تستمر في عمل كل ما بوسعها من أجل مواجهة العدوان الإسرائيلي، والمجاعة ضد الشعب الفلسطيني، والعمل الدؤوب مع المجتمع الدولي لإنقاذ الأرواح، وُصولا إلى التعافي وإعادة الإعمار.
كما رفضت الحكومة الفلسطينية برئاسة مصطفى، الخطة الإسرائيلية المقترحة لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، واعتبرتها محاولة للالتفاف على المؤسسات الأممية.
جريمة حرب
من جهته، اعتبر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، أن أي استخدام لتجويع السكان المدنيين في غزة كسلاح يشكل جريمة حرب، مؤكدًا أن سكان القطاع قد حُرموا بالفعل من جميع الضروريات المنقذة للحياة، وعلى رأسها الغذاء.
وحذر تورك من أن خطط إسرائيل لترحيل سكان غزة قسرا تثير مخاوف حقيقية من فرض ظروف تهدد بقاء الفلسطينيين، مشددا على أن توسيع الهجوم العسكري على القطاع سيؤدي حتما إلى مزيد من التهجير الجماعي وسقوط ضحايا.
في غضون ذلك، حثّ أكثر من 20 خبيرا مستقلا في الأمم المتحدة دول العالم على التحرّك الفوري لمنع “القضاء” على الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقال الخبراء في بيان إن القرار واضح، فإما أن تقف الدول موقف المتفرج وتكتفي بمشاهدة مذبحة الأبرياء، أو أن تشارك في صياغة حل عادل، مجذرين من الانزلاق في “الهاوية الأخلاقية” التي يواجهها المجتمع الدولي في ظل استمرار العدوان.
من جهتها، دانت فنلندا بشدة ما يحدث في قطاع غزة، داعية إسرائيل إلى التوقف عن تهجير السكان، وأكدت ضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مشيرة إلى أن الصور المفزعة لمعاناة الناس في غزة يجب أن تتوقف.
في الوقت ذاته، أكدت منظمة العفو الدولية، أن أي تحرك إسرائيلي من شأنه توسيع العمليات العسكرية ضد قطاع غزة وتهجير المدنيين الفلسطينيين منه بمثابة “ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
تحرك إسباني
أعلن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، الأربعاء، أن بلاده ستطرح مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف المذبحة ضد المدنيين في غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وقال سانشيز، خلال جلسة استماع في البرلمان، إن على المجتمع الدولي ألا يبقى غير مبالٍ إزاء ما يحدث في فلسطين، دون أن يكشف عن تفاصيل مشروع القرار أو موعد تقديمه.
ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الحكومة الإسرائيلية، التي تمنع دخول المساعدات إلى غزة، عن توسيع عملياتها العسكرية بهدف احتلال القطاع وتهجير سكانه.
وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، إن “غزة ستكون مدمرة بالكامل” بعد انتهاء الحرب، مضيفا أن سكان القطاع سيبدؤون “بالمغادرة بأعداد كبيرة إلى دولة ثالثة” بعد نقلهم إلى الجنوب.
وأثارت تصريحات سموتريتش موجة إدانات واسعة، خاصة من مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الذي حذر من أن الخطة الإسرائيلية الجديدة تهدد وجود فلسطينيي غزة “كمجموعة” داخل القطاع.
من جهة أخرى، شددت إسبانيا في بيان مشترك مع 5 دول أوروبية على أن بقاء إسرائيل طويل الأمد في غزة يشكّل “تجاوزا لخط أحمر جديد”، ويمثل تقويضا لأي فرصة لحل الدولتين.
وإسبانيا، اعترفت بدولة فلسطين في 28 ماي 2024 إلى جانب أيرلندا والنرويج، وبرزت في الأشهر الأخيرة كأحد أكثر الأصوات انتقادا لحكومة بنيامين نتنياهو داخل الاتحاد الأوروبي، في موقف أثار توترا ملحوظا في العلاقات مع تل أبيب.
وكان البرلمان الإسباني تبنى بالإجماع تقريبا عام 2014 قرارا غير ملزم يدعو إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية. كما اندلعت أزمة دبلوماسية صغيرة بين مدريد والسفارة الإسرائيلية بعد تصريحات لوزيرة إسبانية تحدثت فيها عن إبادة جماعية مخطط لها في غزة.
حصيلة الشهداء
أعلنت “وزارة الصحة” في قطاع غزة، الأربعاء، ارتفاع حصيلة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين إلى 52 ألفا و653 قتيلا و118 ألفا و897 إصابة منذ 7 أكتوبر 2023.
وقالت الوزارة في التقرير الإحصائي اليومي لعدد القتلى والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة: “وصل مستشفيات قطاع غزة 38 شهيدا (منهم 4 تم انتشالهم من تحت الركام) و145 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية”.
وأضافت أن حصيلة الضحايا منذ استئناف إسرائيل إبادتها الجماعية في 18 مارس الماضي بلغت “2545 شهيدا و6 آلاف و856 مصابا”.
وبذلك، أعلنت الوزارة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 52 ألفا و653 قتيلا و118 ألفا و897 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023.
وأشارت الوزارة إلى أنه “ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.
ومطلع مارس الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير، بوساطة مصرية قطرية وإشراف أمريكي.
وبينما التزمت حماس ببنود المرحلة الأولى، تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.
واستأنفت إسرائيل منذ 18 مارس الماضي جرائم الإبادة عبر شن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدف معظمها مدنيين بمنازل وخيام تؤوي نازحين.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة تترافق مع حصار خانق أدخل القطاع في ظروف إنسانية غير مسبوقة.
المصدر: العمق المغربي