رحيل المعماري المغربي عبد الرفيع الحبابي
السبت 16 مارس 2024 19:13
خيم الحزن والأسى على الساحة المعمارية والثقافية بالمغرب، بعد رحيل المهندس المغربي عبد الرفيع الحبابي، مطلع شهر رمضان الجاري، بعد تاريخ حافل بالعطاء وتكوين جيل كامل من المعماريين الشباب بالمغرب.
وفي هذا الصدد، نعى علاء حليفي، مهندس معماري مغربي، وفاة أحد أهم المهندسين المغاربة، معربا عن حزنه الشديد لفقدان واحد من أشهر المعماريين والمثقفين في الساحة المغربية.
وقال علاء حليفي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن في الأيام الأولى من شهر رمضان 2024، فقدت الساحة المعمارية والثقافية بالمغرب المهندس المعماري عبد الرفيع الحبابي، بعد تاريخ حافل بالعطاء والتجديد كمهندس معماري وباحث وأستاذ جامعي درس وأشرف على جيل كامل من المعماريين الشباب بالمغرب.
وأضاف حليفي، أن فضلا عن كونه مهندسا معماريا، فهو دكتور في العلوم الحضرية من جامعة العلوم الاجتماعية في غرونوبل، حيث بدأ حياته المهنية بمهمة في المديرية المركزية للتخطيط العمراني بوزارة الإسكان، لافتا الى أنه “كان من المؤسسين لأول مدرسة عمومية للهندسة بالمغرب في سبعينيات القرن الماضي، ودرس فيها لأثني عشر عاما قبل أن يتفرغ لعمله كمهندس معماري خاص حيث نفذ العديد من المشاريع في مجالات التخطيط السكني والصناعي والمؤسسي والتعليمي والحضري”.
وأشار المتحدث ذاته، الى أن “بعد هذه التجربة الطويلة، شعر عبد الرفيع لحبابي، بالحاجة الملحة إلى التغيير والتجديد، والتفرغ للعمل النظري كأساس لكل ما هو التطبيقي، بحيث قدم مبادرة مهمة سنة 2004، بعد قرار الحكومة بإنشاء أول مدرسة هندسة معمارية خاصة بالمغرب، التي قادها بصفته المدير التنفيذي”، لافتا الى أنه “استطاع فعلا خلق مدرسة متميزة وحديثة ومبتكرة ومنفتحة على آفاق الحداثة المعمارية وإشكالياتها، حيث قدم للطالب رؤية خاصة تعنى بالخلفية الثقافية والاجتماعية والبيئية للمهنة”.
وأوضح المهندس المغربي أن لحبايبي تجلى اهتمامه بالبحث والابتكار في مؤلفاته، حيث ألف كتاب “العمارة الإقليمية للريف المغربي، وعدد من المقالات والمحاضرات العلمية، كما كان عضوًا في جوائز هولسيم الدولية للعمارة المستدامة، مشيرا أنه “تعرف على عبد الرفيع لحبابي، وهو طالب في المدرسة التي ساهم في تأسيسها، حيث عُرف بتفانيه وتشجيعه على البحث والتجديد، وكذا علاقته الطيبة بالطلاب التي تجاوزت شكليات منصبه، فكان بمثابة أب ومرشد يشجع على الإبداع في مهنة لطالما آمن بأنه لا يجب اختصارها في أعمدة بناء وجدران، وإنما نواة أفكار وثقافات وميادين متعددة”.
وختم حليفي حديثه لهسبريس بالتأكيد على أن “عبد الرفيع الحبابي، ظل حتى آخر أيام حياته، متفانيا في عمله الأكاديمي وفي مستقبل العمارة والمعماريين بالمغرب، وسوف يظل دوما، من أهم الشخصيات في الساحة المعمارية المغربية، ببصيرته ورؤيته الخاصة والملهمة لمهنة الهندسة المعمارية وتدريسها، وسوف تعيش أفكاره ورؤاه، تراثا لا يفنى لجيل كامل من المعماريين الشباب بالمغرب”.
المصدر: هسبريس