ذوبان الثلوج يتولى إنعاش الفرشة المائية الجوفية في الأطلسين الكبير والمتوسط
الأحد 12 مارس 2023 05:30
أنعشت التساقطات الثلجية الأخيرة بالأطلسين الكبير والمتوسط الفرشة المائية الباطنية والسطحية بمجموعة من المناطق المتضررة من تداعيات الجفاف لسنوات طويلة، الأمر الذي أسهم في تغذية الآبار التي تراجع فيها منسوب المياه بشكل كبير.
وأشارت فعاليات متابعة للشأن الفلاحي إلى أن ذوبان الثلوج في الأسبوعين الماضيين كان له أثر إيجابي على المناطق القروية بالأطلس، لافتة إلى أن الكميات المهمة من الثلوج ستوفر الكلأ للأغنام، ما من شأنه الحفاظ على استقرار سوق المواشي في الأشهر المقبلة.
علي شرود، أستاذ جامعي متخصص في الدراسات المناخية والبيئية، قال إن “التساقطات المطرية هي العامل الأساسي لتغذية الفرشة المائية الباطنية، لكنها لم تكن مسترسلة هذه السنة”، مبرزا أن “وقعها إيجابي رغم ذلك لأنها عوضت النقص الحاصل في منسوب السدود”.
وأضاف شرود، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “التساقطات الثلجية تبقى عاملا ثانويا في تعزيز الفرشة المائية، خاصة أنها تكون غير كافية في أغلب الأحيان، إذ شهد المغرب تساقطات ثلجية زائرة في أغلب السنوات الماضية”، وأردف بأن “العوامل المناخية المصاحبة تسهم في ذوبان الثلوج بسرعة كبيرة، لاسيما إن لم تتعد 10 سنتيمترات؛ غير أن ثلوج هذه السنة كانت استثنائية لأنها همت مناطق صحراوية قاحلة، من قبيل درعة تافيلالت وسوس ماسة والجهة الشرقية”.
وتابع المتحدث ذاته شارحاً بأن “تلك المناطق الصحراوية عرفت تساقطات مطرية وثلجية مهمة خلال الشهر المنصرم، الأمر الذي عوض النقص الحاد في الفرشة المائية، وهو ما تمثل في امتلاء السدود الصغرى والمتوسطة”، لافتاً إلى أن “ثلوج الأطلس المتوسط والكبير وجبال الريف لم تذب إلى حدود اللحظة”.
وأوضح الخبير المناخي، في هذا الإطار، أن “هذه النوعية من الثلوج هي التي تحتاجها المناطق الصحراوية، لأنها تستغرق مدة متوسطة قبل أن تذوب، ما يسهم في إنعاش الفرشة المائية الباطنية؛ ومن ثم تعويض الخصاص المائي القائم”، خاتما بأن “السنة الفلاحية ستكون جيدة، والشأن نفسه ينطبق على السدود التي تجاوزت نسبة الملء بها 30 بالمائة”.
المصدر: هسبريس
