دينامية الصحراء تفرض على المنتظم الدولي تحمل مسؤولياته لطي النزاع نهائيا
قال حزب التجمع الوطني للأحرار، إن الدينامية الإيجابية التي تعرفها قضية الصحراء المغربية، تفرض على المنتظم الدولي والأمم المتحدة، من الآن فصاعدا، الانخراط في هذا المسار وتحمل مسؤولياتهم للطي النهائي لملف هذا النزاع المفتعل، خاصة وأن الملك وَضَّحَ الفرق الكبير “بين العالم الحقيقي والشرعي، الذي يمثله المغرب في صحرائه، وبين العالم المتجمد، البعيد عن الواقع وتطوراته”، الذي ينطبق على خصوم وحدتنا الترابية.
وأشاد الحزب في بلاغ له، بـ”النهضة التنموية التي يقودها الملك، والتي جعلت من الأقاليم الجنوبية للمملكة ورشا مفتوحا، من خلال مشاريع هيكلية، على غرار الطريق السريع تيزنيت الداخلة، وميناء الداخلة الأطلسي، إضافة إلى التنزيل الأمثل للنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية للمملكة، الذي عزز مكانتها كقطب اقتصادي ذي جاذبية، وهو ما جعل الجهات الثلاث للصحراء المغربية اليوم، تحقق أعلى نسب نمو للناتج الداخلي الخام، وأفضل المؤشرات في الخدمات الصحية والسكن والبنيات التحتية”.
وثمن الحزب عاليا ما تضمنه الخطاب الملكي من التأكيد على تمكن المملكة من تكريس واقع تنموي ملموس بالأقاليم الجنوبية، يعكس حقيقة راسخة، قائمة على الحق والشرعية، والالتزام والمسؤولية، في مقابل ما اعتبره الملك، دام له النصر والتمكين، “عالم آخر، منفصل عن الحقيقة، ما زال يعيش على أوهام الماضي، ويتشبث بأطروحات تجاوزها الزمن”، وفق البلاغ الذي تتوفر “العمق” على نسخة منه.
وأشار إلى أن المسيرة الخضراء تشكل “ملحمة وطنية في مسلسل استكمال الوحدة الترابية للمملكة، والتي تجسد أبهى صور التلاحم بين العرش والشعب”، معبرا عن اعتزازه بـ”الدلالات العميقة التي وردت في الخطاب الملكي الذي بسط فيه الملك الرؤية المتكاملة التي يُقَارب بها ملف الصحراء المغربية، الذي حققت فيه الدبلوماسية الوطنية، بقيادة الملك، انتصارات حاسمة، عكسها تزايد عدد الدول التي تعترف بمغربية الصحراء، وتدعم مقترح الحكم الذاتي، وأكدها القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي رقم 2756، الذي حافظ على جميع المكتسبات التي حققها المغرب في هذا الملف، وأدرج عناصر جديدة مهمة للتطور المستقبلي للقضية داخل الأمم المتحدة”.
وأضاف البلاغ أن “التجمع الوطني للأحرار، الذي تأسس في إطار دينامية المسيرة الخضراء، يؤكد أنه سيبقى وفيا لروح هذه المسيرة المظفرة في مواصلة البناء والتشييد، من مختلف مواقعه، سواء الحكومية منها أو على صعيد تدبير الشأن المحلي، أو على المستوى الحزبي، وسيواصل انخراطه في تنزيل التوجهات والاختيارات السياسية والتنموية التي تستجيب لتطلعات سائر فئات أبناء وطننا في الصحراء المغربية، الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار والتقدم الاقتصادي والرفاه الاجتماعي”.
وفي هذا الصدد، دعا الحزب كافة القوى الحية داخل المجتمع المغربي إلى الانخراط في رؤية الملك، من خلال المزيد من التعبئة واليقظة، لمواصلة تعزيز موقف بلادنا، مشيدا بـ”الأدوار التي يقوم بها المغاربة المقيمون بالخارج، والتزامهم بالدفاع عن مقدسات الوطن”.
كما ثمن الحزب دعوة الملك إلى إحداث تحول جديد في مجال تدبير شؤون الجالية المغربية بالخارج، من خلال إعادة هيكلة المؤسسات المعنية بها، وعلى رأسها مجلس الجالية المغربية بالخارج، وإحداث مؤسسة جديدة تحت اسم “المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج”، للتجاوب مع الحاجيات الجديدة للجالية.
المصدر: العمق المغربي