اخبار المغرب

“ديربي البيضاء”.. بين خيبة الأداء وتراجع الهوية الفنية والغياب المتواصل للجماهير

شهدت مواجهة أمس الجمعة بين الرجاء والوداد مجموعة من النقاط السلبية التي لا تعكس صورة الديربي البيضاوي، فضلاً عن النمطية التي اعتادت عليها الجماهير خلال السنوات والعقود الماضية، وذلك بعد الأداء المخيب الذي ظهر به كلا الفريقين.

إن نتيجة التعادل الإيجابي بين الرجاء والوداد للمرة الـ64 في التاريخ يمكن اعتبارها النتيجة الأفضل التي يمكن أن ينتهي بها هذا الديربي الباهت، الذي كان شاهداً على إحدى أسوأ نسخه، نظراً للمشاكل الفنية، البدنية، التقنية، والتحكيمية التي رافقت هذه المباراة، والتي بدت وكأنها “توقف الزمن” في أزقة البيضاء.

تراجع فني وتقني

خلال السنوات الماضية، كان ديربي البيضاء يتسم باندفاع قوي وأداء جماعي متزن ومحكم من قبل جميع اللاعبين، وذلك بعروضهم الاستثنائية التي كانت تجمع بين المهارات الفردية والتطبيق الجيد لتعليمات المدربين. إلا أن المباريات الأخيرة شهدت تراجعاً ملحوظاً على المستوى الفني والتقني، إذ أصبحت الأخطاء جزءاً لا يتجزأ من أداء اللاعبين داخل الميدان.

تؤكد جميع المؤشرات الرياضية أن تغيير المدربين بشكل مستمر يساهم في إضعاف طريقة لعب الأندية في المباريات، خصوصاً أن لكل مدرب فلسفته الخاصة التي يريد تحقيقها داخل الملعب، وهو ما يساهم بشكل فعّال في تدني المستوى ويجعل اللاعبين في مرحلة شك مستمرة. حدث هذا مع الوداد خلال الموسم المنصرم، حين تم تعيين البنزرتي، عادل رمزي، وبنعكسر. ويعيشه الرجاء حالياً بعد إقالة سفيكو، ثم خوض 3 مباريات مع الجيناني، قبل أن يأتي البرتغالي سابينتو، الذي لم يتذوق طعم الانتصار بعد 6 مباريات كاملة.

غياب مستمر للاعب رقم 12

لا يختلف اثنان على قوة جماهير الرجاء والوداد وما قدمته من لوحات فنية ورسائل نبيلة داخل الملاعب الوطنية، فضلاً عن دورها الأساسي والمهم الذي يضع ضغطاً كبيراً على اللاعبين لتحقيق الانتصار وكسب النقاط الثلاث.

شهدت مجموعة من النسخ الماضية غياب الجماهير التي أبدعت وأمتعت طيلة السنوات السابقة، بعدما تصدرت عناوين الصحف العربية والدولية خلال سنة 2019 في مباريات كأس العرب، مما يؤكد أن للجماهير دوراً كبيراً في نقل صورة تسويقية عن كرة القدم المغربية.

الديربي بعين تقنية

أكد مهدي كسوة، الإطار الوطني والمحلل الرياضي، أن مواجهة الديربي تراجعت على مجموعة من المستويات، مشيراً إلى أن غياب الاستقرار كان له دور رئيسي في هذا التراجع.

وقال كسوة في تصريح لـ”العمق”: “أكيد أن الديربي بحمولته التاريخية وبتاريخه فقد تراجع بشكل كبير على المستوى التقني والتكتيكي، والمشكل هو غياب الاستقرار على مستوى نتائج الفريقين، مما جعل مرحلة الشك تؤثر بشكل ملحوظ على المستوى الفني، الجماعي، والفردي للفريقين”.

وأضاف المتحدث نفسه: “الأمر الأصعب هو عدم وجود تشكيلة ثابتة بين الفريقين منذ بداية الموسم، وهذا الأمر ترك أثراً سلبياً على المعطى العام للمواجهة، حتى من ناحية أفكار المدربين التي تفتقر إلى الصورة الواضحة والأسس المبنية على الطريقة الصحيحة”.

يُذكر أن فريقي الرجاء والوداد يمران بفترة صعبة على مستوى النتائج، إذ يحتل الوداد المركز الخامس (مؤقتاً) برصيد 15 نقطة، بينما يقع الرجاء في المركز التاسع (مؤقتاً) برصيد 14 نقطة فقط.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *