ناشد مواطنون من جماعة إزناكن التابعة لإقليم ورزازات، السلطات المعنية بالتدخل العاجل من أجل تعبيد الطريق المؤدية إلى دواويرهم، استجابة لمطالبهم المشروعة بتحسين البنية التحتية وفك العزلة التي تخنق المنطقة منذ سنوات.
وتأتي هذه الدعوات في سياق توجه الدولة المغربية نحو تعزيز شبكة الطرق بالمناطق الجبلية، بهدف تسهيل حركة التنقل والتقليل من تبعات التضاريس الوعرة، خصوصا خلال فصل الشتاء الذي يعرف انقطاع الخدمات الأساسية في حالات الطوارئ.
وفي تصريح لـ”العمق”، أكدت فوزية المشبوك، أستاذة تشتغل بمنطقة إديكل، أن الطريق الرابطة بين مركز جماعة إزناكن ودواوير إديكل وأكرض نوزلي تُشكل عائقًا حقيقيا أمام ساكنة المنطقة، داعية الجهات الوصية إلى التدخل العاجل لتخصيص ميزانية لتعبيدها وفك العزلة المفروضة عليهم.
وأضافت المشبوك أن تنقلاتها نحو المناطق الحضرية تبقى نادرة جدا، ولا تتجاوز مرة واحدة في الشهر، وغالبا ما تضطر للاعتماد على سكان المنطقة لقضاء أغراضها أو للتنقل، مشددة على أن هذا الوضع ينعكس سلبا على حياة الساكنة، خاصة التلاميذ، الذين يتعرضون للانقطاع عن الدراسة، وخاصة الفتيات، رغم ما يتميز به العديد منهم من نبوغ وجِدية في الدراسة.
وأكدت أن تعبيد الطريق سيمكنهم من الوصول إلى المؤسسات التعليمية والخدمات العامة بشكل أسهل وأكثر كرامة.
من جهته، أوضح محمد إد الحسن، أحد سكان دوار أكرض نوزلي، أن غياب طريق معبدة بالمنطقة يفاقم معاناة السكان، خاصة في فصل الشتاء، حيث يضطرون للعيش بدون مؤونة أو إمدادات أساسية لما يقارب الشهر، وهو ما يعقّد الحياة اليومية ويجعل الوصول إلى الحاجيات الأساسية أمرا بالغ الصعوبة.
وسجل المتحدث أن الخطر الأكبر يكمن في صعوبة وصول النساء الحوامل إلى المستشفيات لتلقي العلاجات المستعجلة، أو التعامل مع الحالات الخطيرة كلسعات العقارب أو الأفاعي، حيث تحول التضاريس الوعرة دون وصول سيارات الإسعاف، مما يعرض حياة المواطنين للخطر الداهم.
وأضاف إد الحسن أن الطريق تستعمل بشكل دائم من قبل السياح، نظرا لما تزخر به المنطقة من مناظر طبيعية ومآثر تاريخية، مما يجعل من الوضع الحالي عائقًا أمام تطوير السياحة المحلية والاستفادة من مؤهلات المنطقة.
وطالب إد الحسن السلطات الإقليمية والجهوية بالتدخل الفوري من أجل إيجاد حل ناجع، عبر تعبيد الطريق وتيسير حركة تنقل المواطنين نحو الأسواق والمراكز الصحية والعالم الخارجي.
وفي السياق نفسه، دعا الحسن الطويل، من سكان دوار إديكل، السلطات المعنية ووزارتي التجهيز والنقل إلى الإسراع في تفعيل مشروع الطريق الرابطة بين الدواوير المعنية وبين عمالات ورزازات، طاطا وتارودانت. وأكد أن هذا المشروع سبق دراسته سنة 2013، إلا أن الحال ظل على ما هو عليه، واستمرت العزلة تحاصر المنطقة.
من جانبه، استنكر محمد وركد استمرار ما وصفه بالتهميش والإقصاء الممنهج لهذه الدواوير، محملًا المسؤولية لمنتخبي الدائرة والجماعة، إلى جانب البرلمانيين والسلطات المحلية والإقليمية، إزاء الوضع المزري الذي تعيشه الساكنة بسبب غياب طريق تربطهم بالعالم الخارجي.
وطالب وركد بدوره الجهات المعنية بإنصاف ساكنة هذه المناطق من خلال تخصيص ميزانية حقيقية لتعبيد الطريق، والتفاعل مع معاناتهم، التي وصفها بـ”الضعيفة جدًا” من حيث مستوى العيش والخدمات.
المصدر: العمق المغربي