دميستورا في حالة شرود
أثارت إحاطة المبعوث الأممي ديمستورا أمام مجلس الأمن والتي تضمنت تذكيرا ملغوما بمقترح جيمس بيكر المتعلق بتقسيم الصحراء المغربية بين المغرب والبوليساريو اندهاشا كبيرا وذلك لشرود الخطوة وعدم انسجامها مع تطورات القضية، فالتذكير بهذا المقترح من ديموستورا ليس إلا إحياء لمقترح الجزائر نونبر 2001 والقاضي بتقسيم الصحراء بين المغرب و البوليساريو وقد سلمه بوتفليقة لجيمس بيكير في يوستن ب الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد جاء في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة تحت.رقم s/2002/178. والمؤرخ في 19/02/2002 .يقول:الجزائر والبوليساريو مستعدان للتفاوض حول تقسيم الصحراء كحل سياسي.
وقد رفضه المغرب حينها وفورا وفضح تلاعب الجزائر، فهي تزعم الدفاع عن مبدأ تقرير المصير ثم تقفز عليه بالمقترح فهل تقرير المصير قابل للتجزيئ!!!؟لقد كان هذا المقترح في سياق سياسي ضاغط ولم يقبله المغرب تمسكا بالمبدأ “الصحراء مغربية”.فكيف يقبله و اطروحة الجزائر وصنيعتها تحتضر؟؟ المبعوث الأممي يقفز على حقائق التاريخ وتطورات الملف ويرتد الى اقتراح سخيف.
وهو ما يطرح سؤال الحيادية و الايجابية، اذ كيف يتم العدول عن مقترح المغرب الحائز لتأييد دولي واسع الى مقترح مقبور؟ الحقيقة ان صدور موقف مشابه من ديمستورا يضعه في موطن الإشتباه بالإنحياز، و محاولة النكوص بالملف الى دائرة التيه من جديد،وكأنه يراد للقضية ان تظل سجينة المراوحة واللاحل.
أعتقد أن مواجهة مثل هذا العبث يجب أن تتسم بالصرامة، لأن المس بالخطوط الحمراء غير مقبول، و إلا ستصير لأزمة وصف المقترح المغربي بالواقعي والعملي المتكررة في التقارير الأممية عديمة المعنى.
و يدفعنا هذا إلى المزيد من الإصرار و المراهنة على اللحمة الداخلية، لأن متاهات السياسة الدولية محكومة بمصالح متشابكة تتغيى إبقاء الدول في دائرة عدم الحسم لضمان عدم ارتياحها وارتهانها للسند والدعم المتوهم و عدم تفرغها لتحديات التنمية والبناء. إن وزارة الخارجية ستتصدى دون شك لهذا التجاوز الذي كان من ممهداته زيارة ديمستورا لجنوب افريقيا كأنها معنية بالصراع.
أما واجب لجنتي الخارجية فهو التنادي للقاء عاجل حول الأمر و تحرك رئاسة البرلمان بوفود حائزة للتمكن والقدرة على الترافع لفضح هذا الإنحراف، ولا بد من تحرك الجامعة والمجتمع المدني عبر فعاليات علمية رصينة تبين تطور الملف في بعده الأممي بما يفضح ويحاصر هذا الشرود أو محاولة الإبتزاز المفضوحة.
لقد دق جلالة الملك بحدس المستشرف للآتي، ناقوس الخطر ودعا الى التعبئة الشاملة والجادة، وعليه فإن كل القوى مدعوة الى استنفار طاقاتها للضغط و التعبئة البصيرة.
و هنا لا بد من ايصال رسالة أحد شيوخ الصحراء للمبعوث الأممي السابق،حين قال له:في حالة واحدة يمكن أن تضيع الصحراء من المغرب فسأله متوثبا كأنه سيمسك بصيد ثمين: كيف ذلك؟فقال له: إذا تم قتل أربعين مليون مغربي. فبهت الذي وثب.
غربي يوسف رئيس سابق للجنة الخارجية والأوقاف والدفاع والمغاربة المقيمين بالخارج، بمجلس النواب.
المصدر: العمق المغربي