دفنوا تحت الرمال.. ناجون من مجزرة المواصي بغزة يروون لـ”العمق” شهادات مرعبة (فيديو)
فيديو: مراسل العمق في غزة
روى ناجون من مجزرة مواصي خان يونس بقطاع غزة، شهادات مرعبة للحظات الأولى من عملية القصف التي أدت إلى دفن مخيمات للنازحين بالكامل تحت الرمال، واختفاء عائلات بأكملها، في مجزرة اعتبرها الدفاع المدني بأنها من أبشع المجازر منذ اندلاع الحرب.
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة بشعة بحق خيام النازحين بمنطقة مواصي خان يونس بقطاع غزة، ما تسبب في دفن مخيم كامل للنازحين تحت الرمال في حفر بلغ عمقها 10 أمتار.
وكشف ناجون في تصريحات لجريدة “العمق” من مكان المجزرة داخل قطاع غزة، أن أغلبية الضحايا كانوا أطفالا ونساءً، مشيرين إلى أن عددا كبيرا منهم لازالوا مدفونين تحت الرمال، معتبرين أن بنك أهداف الاحتلال الحقيقي هم الأطفال والنساء والمسنون.
وأوضح أحد المصرحين بأن الضحايا كلهم مدنيين ولا علاقة لهم بالمقاومة، مشيرا إلى أن أغلبهم نزحوا إلى تلك المنطقة تحت أوامر الاحتلال الذي طالبهم بالتوجه إلى منطقة المواصي، والتي يزعم على أنها مناطق إنسانية آمنة.
وقال فلسطيني آخر للجريدة، إن المجزرة ارتُكبت بعد منتصف الليل بدون أي إشعار إو إنذار، لافتا إلى أن ثوانٍ قليلة كانت كافية لإنهاء حياة عائلات بأكمالها، مشيرا إلى أن عملية انتشال الجثث المدفونة تحت الرمال ظلت متواصلة إلى الصباح.
في هذا الصدد، قال الناطق باسم الدفاع المدني بمنطقة رفح في قطاع غزة، شهاب رضوان، إن طواقم الدفاع المدني وصلت بصعوبة إلى عين المكان نظرا لكونها منطقة مكتظة جدا بالنازحين، علما أنها أصلا منطقة زراعية.
وأوضح رضوان في تصريح لـ”العمق” أن طواقمه صُدمت بمشاهد قاسية لجثث مدفونة تحت الرمال وجثث مبتورة الأطراف، معظمها للأطفال والنساء، مضيفا: “قمنا بانتشال الجثث وتوجيهها إلى المستشفيات القريبة”.
من جانبها، قالت سيدة عاشت المجزرة، في تصريح لـ”العمق”: “كنا نائمين آمنين، وبعد منتصف الليل تحولت المنطقة إلى يوم قيامة، وجدت ابني كله مغطا بالرمال ولم أعرف هل هو من الأحياء أم لا، أخذته وخرجت أجري بدون وعي، والحمد لله وجدته حيا في النهاية”.
وكشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الاحتلال الإسرائيلي ألقى 3 قنابل أميركية من نوع “إم كي 84” على تجمع لخيام النازحين في منطقة مواصي خان يونس بغزة، ما أدى إلى وقوع واحدة من أبشع المجازر في الحرب.
وقال المرصد إن استخدام عدة قنابل ذات قدرة تدميرية كبيرة وإسقاطها في أكثر المناطق اكتظاظا بالنازحين لا يمكن تبريره بأي حال، معتبرة أن استخدام هذه القنابل مؤشر إلى نية قتل أكبر عدد من المدنيين.
وكشف الدفاع المدني بقطاع غزة، أن الغارات استهدفت تجمعا لخيام النازحين مكونا من 20 خيمة على الأقل مأهولة بالسكان في منطقة ادعى الاحتلال أنها إنسانية، مشيرا إلى أن الغارات خلفت حفرا بعمق 10 أمتار.
وفي ردود الفعل، نددت وزارة الخارجية الفلسطينية بالمجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في مواصي خان يونس بقطاع غزة، وقالت إنها “انعكاس للفشل الدولي في وقف حرب الإبادة وتهجير شعبنا”.
من جانبها، قالت حركة أدانت حركة الجهاد الإسلامي مجزرة مواصي خان يونس، وقالت إنها “جريمة حرب تتحمل مسؤوليتها الإدارة الأميركية التي تزود الكيان النازي بالأسلحة”.
ووصف المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في تصريح للجزيرة، المجزرة بأنها “يندى لها الجبين”، مشيرا إلى سقوط أكثر من 40 شهيدا وأكثر من 60 جريحا حتى الآن.
وأوضح الدفاع المدني بغزة أن الاحتلال قصف مواصي خان يونس بصواريخ شديدة الانفجار، ما تسبب في دمار كبير، وخلّف 3 حفر بعمق يصل إلى نحو 10 أمتار، لافتا إلى أن المنطقة التي تعرضت للقصف كانت تضم ما بين 20 و40 خيمة نازحين.
وفي أول تعليق له، ادعى جيش الاحتلال أن الغارة الجوية التي نفذها في خان يونس استهدفت مركز قيادة لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في المنطقة، بحسب زعمه.
المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، قال في تصريح للجزيرة: “نحن أمام واحدة من أبشع المجازر في هذه الحرب”، مشيرا إلى أن عددا من الشهداء دفنوا تحت الأرض، فيما تتواصل عمليات الإنقاذ وسط شح الإمكانيات.
وتابع قوله: “تواجه طواقم الإسعاف والدفاع المدني صعوبة كبيرة في انتشال الشهداء وسط انعدام الإمكانيات وعدم وجود مصدر ضوء، وسط هلع كبير بين السكان في المنطقة المحيطة بعدما كانوا نياما ويعتقدون أنهم آمنين”.
واعتبر المتحدث أن “هذا الحدث صعب للغاية، والتقديرات أننا أمام واحدة من أبشع المجازر في هذه الحرب المسعورة. والاحتلال أصبح يتجرأ على مثل هذه المجازر في ظل صمت تام لمؤسسات العالم عن جرائمه السابقة”.
يأتي ذلك بعد مرور 340 يوما منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث واصل جيش الاحتلال قصف مناطق عدة في القطاع، ما أدى إلى استشهاد 33 فلسطينيا خلال 24 ساعة الأخيرة.
المصدر: العمق المغربي