دعوات تروم تثمين وحماية أرگان من الرعي الجائر والجفاف في سوس
جدد شعار مهرجان الكفيفات لشجرة أرگان بسوس “شجر أرگان.. إرث يتجدد”، دعوات الفاعلين المدنيين بمناطق الجنوب لحماية هذه الشجرة التي صارت تتعرض للتخريب بشكل متواصل يتهدد تجددها وحتى وجودها، خصوصا من طرف الرعي الجائر الذي استفحل بمناطق سوس مؤخراً، وكذلك بحكم الجفاف الذي صار تحديا بيئيا يواجه المغرب بأكمله.
واعتبر الفاعلون الذين تواصلت معهم هسبريس أن “شجر أرگان في الوقت الحالي لا يحتاج إلى مهرجانات وإشهارات وهو يعاني بشكل بنيوي جراء تحالف عوامل بيئية وبشرية تهدد بانقراضه وإتلاف محاصيله من الزيوت التي تتمتع بمصداقية كبيرة من حيث منافعها الكثيرة غذائيا وكذلك جماليا”.
تثمين مشترك
حمو حسناوي، الناطق باسم تنسيقية أكال للدفاع عن حق الساكنة في الأرض والثروة، قال إن “التنسيقية تعتبر أن شجرة أرگان هي ملك للساكنة الأصلية في المناطق التي تتواجد بها، وتثمينها يجب أن يخضع لمقاربة تشاركية بعيدة عن المنطق الحالي الذي يضع هذه الثروة في أيدي اللوبيات وينتزعها من الساكنة”.
وأضاف حسناوي، في تصريح لهسبريس، أنه “يجب إعادة النظر في ما يسمى بالبيمهنيات والمهرجانات”، مسجلا أن “أرگان شجرة معروفة عالميا ولا تحتاج لتثمين؛ لأنها ثمينة بندرتها ومحدودية مجالها”، وأضاف أن “السبب الداعي للخوف على مستقبل هذه الثروة ليس الجفاف، بل الغزو المشرعن الذي تتعرض له، سواء من طرف بعض اللوبيات البيمهنية أو من قطعان وإبل مافيا الرعي المنظم”.
وحمّل المتحدث “المسؤولية الكاملة للحكومات المتعاقبة بخصوص ما تتعرض له شجرة أرگان”، موردا أن “الحكومة دعت لتخصيص يوم أممي لهذه الشجرة، لكنها وضعت القانون رقم 113.13 المتعلق بالترحال الرعوي وتهيئة وتدبير المجالات الرعوية والمراعي الغابوية، مع إشارتنا دائما إلى أن هذا القانون ينتهك حرمة أرگان ويهددها رسميا بالإبادة”.
وسجل الناطق باسم تنسيقية أكال للدفاع عن حق الساكنة في الأرض والثروة أن “الحل لحماية هذه الشجرة وتثمينها وتعزيز إنتاجيتها، يكمن في ترقية الأعراف المتوارثة وتأهيلها، لكونها هي التي حافظت على هذه الشجرة لقرون، وبالتالي هذه الأعراف يجب أن تمثل بنية أساسية للقوانين التي تضمن حمايتها”.
جفاف ورعي
من جانبه، قال عادل أداسكو، منسق تنسيقية تامسنا لحركة توادا نيمازيغن، إن “شجر أرگان رغم أنه أصبح له يوم عالمي يحتفى به خلاله بدعم من منظمة الاسيسكو، إلا أن جهود الدولة المغربية لم تكن كافية لكي تعطي لهذا الشجر ما يستحق من الرعاية والحماية على اعتبار أنه تراث طبيعي نادر يوجد في المغرب فقط”، مبرزا أن “هذا الشجر يتعرض لضرر كبير من طرف الرعاة الرحل”.
وشدد أداسكو، ضمن تصريح لهسبريس، على أن “تغاضي السلطات على ما تقوم به هذه العصابات سيجعلنا نسمع أخبارا غير سارة بخصوص شجر أرگان مستقبلا”، موضحا أن “القانون يمنع الرعي الجائر ويمنع كذلك الرعي وسط أشجار أرگان، إلا أنه لا يطبق على أرض الواقع، وهو ما نعاينه مرارا حين تأتي آلاف القطعان من الإبل والماشية وتخرب هذا الشجر”.
وأفاد المتحدث بأنه “إلى جانب هذه المشاكل، جاء الجفاف ليستأنف ما سبق، بحيث أهلك العديد من المناطق التي يتواجد بها هذا الشجر، في ظل عدم تقديم وزارة الفلاحة استراتيجية فعالة لإنقاذه من الاندثار”، مسجلا أن “الجهود الرسمية يجب مضاعفتها، خصوصا وأن الوضع دخل منعطفا خطيرا يجب على الدولة المغربية أن تعيه أكثر من أي وقت مضى”.
وأورد منسق تنسيقية تامسنا لحركة توادا نيمازيغن أن “المجتمع المدني يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية في ما وصل إليه شجر أرگان، لأنه إرث تركه الأجداد ويعتبر عنصرا حيويا ضمن هوية مناطق سوس”، خاتما بأن “هذه الشجرة ساهمت بشكل كبير في أهداف التنمية المستدامة، وتحسين الإنتاجية ودعم تمكين المرأة القروية الناشطة في التعاونيات المشتغلة في هذا المجال بمناطق الجنوب”.
المصدر: هسبريس