دعم الملف الفلسطيني يوحد إسلاميين ويساريين وحقوقيين أمام البرلمان المغربي
استكمالا لدينامية مشهودة على المستوى الرسمي بخصوص الترافع على غزة وقضايا فلسطين، جسدت جمعيات المجتمع المدني المشتغلة في مجال الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، اليوم السبت، وقفات احتجاجية ببعض المدن المغربية تنديدا باستمرار العدوان على قطاع غزة المحاصر منذ السابع من أكتوبر الماضي، في إطار يوم تضامني احتجاجي.
وانخراطا منها في هذه الدينامية، نفذت “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع” وقفة مركزية أمام البرلمان، تم فيها التأكيد على “صعوبة ما آلت إليه الأحداث بغزة بعد حوالي ستة أشهر”، لافتة الانتباه إلى “أزمة المواطن الفلسطيني أمام صمت ومفارقة دوليين تجاه الملف”.
هذه الوقفة المركزية، التي شاركت فيها فعاليات يسارية إلى جانب أخرى إسلامية وحقوقية، أكد فيها المشاركون على ضرورة الحفاظ على الزخم الشعبي تجاه الملف الفلسطيني إلى جانب الزخم الرسمي. غير أن الوقفة لم تكن لتمر دون إثارة ملف العلاقات المغربية الإسرائيلية الذي تم استئنافه منذ دجنبر 2020.
وفي هذا الصدد، قال عبد الحفيظ ولعلو، نائب رئيس “الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني”، إن “هذه الوقفة الترافعية تأتي في سياق دينامية مشهودة على المستويين الرسمي والشعبي بخصوص ما يقع بالأراضي الفلسطينية، فالمغرب والمغاربة ظلوا دائما، وفي مجمل المحطات، مساندين للشعب الفلسطيني الأعزل، الذي يواجه حرب إبادة من قبل الاحتلال منذ سنة 1948، مدعوما من طرف الدول الغربية”.
وأكد ولعلو، في تصريح لهسبريس، أن “الفلسطينيين يواجهون اليوم عمليات تقتيل واعتقالات جماعية، سواء في الضفة الغربية أو القدس، ناهيك عن حملات الحصار التي امتدت سنوات، مخلفة حالات إنسانية صعبة جراء المجاعة، في وقت يؤكد المغاربة على استمرارهم في التشبث بالدفاع عن القضية الفلسطينية وأصحابها، حيث تشهد جميع المدن وقفات احتجاجية يناضلون من خلالها من أجل إخوانهم في البقاع المحتلة”.
وتابع قائلا: “هنالك اليوم وعي بضرورة وقف العدوان على الفلسطينيين، حتى لدى المواطنين بالدول الغربية، على اعتبار أن هنالك تجويعا لشعب بكامله وأطفالا يموتون وليس لهم ما يقتاتون عليه، في حين تلجأ الدول الغربية إلى استخدام حق الفيتو لإفشال إدانة العدوان”، لافتا إلى أن “المغاربة كانوا دائما في الموعد، سواء بالقرى أو المدن، بشكل يؤكدون فيه على نصرتهم للقضية”.
وتعليقا منه على المبادرات المغربية على المستوى الرسمي تجاه القضية الفلسطينية، أوضح المتحدث أن “ذلك ليس بالجديد على المملكة المغربية التي تشهد إجماعا على نصرة الفلسطينيين، ملكا وشعبا وأحزابا ومجتمعا مدنيا، الأمر الذي يتضح على مستوى عدد من الملتقيات الدولية التي يذكر فيها المغرب بأولوية حلحلة القضية”، مشيرا إلى أن “المغرب، بسفرائه ووزرائه وممثليه ونوابه، يشدد على مناصرة الحق وإنهاء الاحتلال”.
من جهته، أفاد لحسن مرزوك، عضو “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة”، أن “هذه الوقفة تأتي في إطار مسلسل من الوقفات التي تمت برمجتها على المستوى الوطني ككل، واستجابة للوعي العالمي بضرورة نصرة فلسطين في الحرب التي تعيش على وقعها منذ عقود، والتي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء وشردت فيها عائلات، فيما أبيدت أُخريات”.
وأكد مرزوك، في تصريح لهسبريس، أن “إقامة العلاقات مع الجانب الإسرائيلي تبقى مرفوضة شعبيا، ولن نقبل بفتح الباب له، فعلى الحكومات أن تلبي نداء المعذبين في غزة وفي الأراضي الفلسطينية ككل، الذين اتضح أن الديمقراطية الغربية تغاضت عنهم، ولم تعد تستحضر المقاربة الحقوقية عند معالجة ملفهم”.
المصدر: هسبريس