اخبار المغرب

دروس الفلسفة أرهقت التلاميذ المغاربة في فترة “كورونا”

أصدر المجلس الأعلى للتربية والتكوين مجلة جديدة ناقش فيها موضوعات “اللامساواة الرقمية” داخل المدارس المغربية، وتدريس الفلسفة عن بعد في فترة كورونا، مؤكداً أن “المعضلة الأولى سببها عدم الوفاء بتنزيل الوعود الهادفة لمعالجة مشكل التعليم بالمغرب بما تقدمه التكنولوجيا الرقمية”، والثانية “كانت طريقة عرضها قد ضاعفت العبء المعرفي على التلاميذ”.

وفي ورقة خطها مراد جدي، مفتش تربوي بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالناظور باحث في سوسيولوجيا الثقافة والتنمية، في المجلة التي جاءت تحت عنوان “تحولات تربوية”، شدد على “ضرورة الأخذ بعين الاعتبار القضايا السوسيولوجية الكبرى في معالجة اللامساواة الرقمية بدل الاتكاء على الحلول الحتمية للتكنولوجيا”.

الورقة البحثية المعنونة بـ”اللامساواة في المدرسة المغربية ووعود التحول الرقمي من منظور سوسيولوجي نقدي”، بينت أن “الخطاب التربوي الرسمي حول استخدام التكنولوجيا في التعليم شهد تنامياً مطرداً في طموحاته وآفاقه، فانتقل من الاهتمام بتوسيع نطاق الوصول إلى فرص التعلم وتعزيز إدماج الفئات المهمشة، خصوصاً في حالات الطوارئ والكوارث. وقد عززت متطلبات استمرارية التعلم في خضم جائحة كوفيد19 هذا التوجه عبر تعبئة الحلول التكنولوجية لضمان استمرارية الوصول إلى فرص التعلم بغض النظر عن السياقات والظروف، مع التشجيع على تعزيز التعلم الذاتي والمستقل”.

وأكد المصدر أن “هذه التوجهات تأتي في وقت أثبتت فيه العديد من المشاريع العالمية والمبادرات الوطنية فشل الحلول القائمة على المعالجات التكنولوجية وحدها لإنجاز التغيير التربوي المنشود”.

وشددت الورقة على أن “ادعاءات التعلم الذاتي المنظم عبر التكنولوجيا لا توفر استقلالية المتعلم، ولن يكون تحصيله ناجحاً دون دعم وتوجيه”.

وعلى صعيد الخطاب التربوي المغربي، قال المصدر: “بدأت لغة جديدة للتعلم تظهر منذ الميثاق الوطني للتربية والتكوين، حيث تنامت حصيلة مفردات هذه اللغة بتوالي صدور الوثائق التربوية، ما عكس حدوث تحولات في خطاب التأثير المتزايد لاقتصاد المعلومات والمعرفة في المجتمع المعاصر على السياسة التربوية الوطنية، مما ساهم في تبلور منظور وطني متنامٍ بشكل مطرد يفترض ضمناً أن منظومة التربية والتكوين المغربية مقبلة على مواجهة تحديات هائلة”.

وحسب مجلة المجلس الأعلى للتربية والتكوين، تتمثل هذه التحديات في “قدرة المواطنين الأفراد على اكتساب المهارات والمؤهلات اللازمة لضمان مكان في سوق العمل، والقدرة على التنافسية العامة للدولة في الاقتصاد الجديد”.

وفي ورقة ثانية بمجلة “تحولات تربوية” حول موضوع “دروس الفلسفة المقدمة عن بعد في جائحة كوفيد19″، فإن “هذه الدروس التي قدمت لتلاميذ السنة الثانية باكالوريا بالمغرب، لم تلتزم في مجملها بمبادئ التصميم الوسائطي، حيث ضمت عناصر مشوشة وزائدة، ما ضاعف الحمل المعرفي على المتعلمين، وقلص دافعهم المعرفي لمتابعتها”.

الورقة التي قدمها كل من المصطفى السعليتي، أستاذ علم النفس بجامعة القاضي عياض بمراكش، وعبد المجيد سعيد، مفتش تربوي لمادة الفلسفة باحث في سلك الدكتوراه في علم النفس بالجامعة ذاتها، بينت أن “ضعف الإقبال على متابعة دروس الفلسفة عبر الفيديو والاستفادة منها في فترة الجائحة، لا يتعلق حصراً بالأسباب الخارجية المرتبطة بالإمكانات المادية والتقنية، بل بطرق تصميم الفيديو وعرضه ومدى مراعاته لكيفية عمل ذهن المتعلم”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *