هسبريس من الرباطالإثنين 25 غشت 2025 23:00

يدعو عالم الآثار عبد الجليل بوزوكار إلى “إعادة تقييم عصور ما قبل التاريخ بالمغرب”، في أحدث مقالاته العلمية الصادر باللغة الإنجليزية بمجلة المعهد الملكي للأنثروبولوجيا ببريطانيا وإيرلندا الذي ينتسب له، بعنوان “إعادة تقييم لعصور ما قبل التاريخ في المغرب من العصر الحجري الأوسط إلى العصر الحجري المتأخر”.

مقال مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث جمعه بالباحث نيك بارتون من جامعة أكسفورد، والباحثة لويز هامفري من متحف التاريخ الطبيعي بلندن، والباحثة ستايسي كارولين من جامعة أكسفورد.

وتعليقا على المقال العلمي الجديد أوضح بوزوكار أنه تمت “إعادة قراءة المعطيات التي نُشرت منذ ربع قرن على ضوء ما تم التوصل إليه إلى حد الآن من نتائج بالمغرب”، منبها إلى مسائل من بينها المصطلحات؛ “فنظرا لاعتبارات تاريخية ولغوية ارتبطت تسميات بعض فترات ما قبل التاريخ بالمغرب بما حدث بأوروبا وفرنسا على وجه التحديد…فكانت نزعة المركزية الأوروآسيوية بارزة”، ثم استدرك: “لكن للإنصاف لا يمكن أن أعمم”.

وواصل المتحدث ذاته: “في نهاية القرن التاسع عشر، سنة 1891 بالضبط، تم ربط العصر الحجري القديم الأوسط بـ’الموستيري’، وسارت الأمور على ما يرام حتى ظهرت الأدوات المدنية، ليتم اختراع مصطلح محلي وهو العاتيري لتمييزه عن الموستيري. سنوات بعد ذلك تبين أن الموستيري والعاتيري ينتميان إلى فترة واحدة ومازالت العلاقة بينهما لم تتضح بشكل كامل، وقد تحيل على وجود مجموعتين بشريتين مختلفتين، واحدة ازدهرت خلال الفترات المناخية الرطبة والأخرى برعت خلال الفترات الجافة. وهكذا بدأت تسمية العصور الحجرية الوسطى في الانتشار داخل الكتابات الخاصة بالمغرب”.

وينبه عالم الآثار أيضا إلى مسألة الكرونولوجيا؛ “فإلى حدود 2003 درّسنا أن العاتيري امتد من 40 ألف سنة إلى 20 ألف سنة، وهذا ما وجدنا عليه النشر العلمي بناء على تقنية الكاربون 14؛ وتم بعد ذلك تأريخ أسنان للضباء بالمغارة العالية بطنجة بتقنية ‘دوران الرنين الإلكتروني’، ليتبين أن كرونولوجيا العاتيري ما هي في الحقيقة إلا الحد الأقصى الذي يمكن أن تصله تقنية الكاربون 14″، بحسبه، مردفا: “أما الآن فالعمر الحالي قد يفوق 150 ألف سنة، وهكذا تعلمنا الدرس جيدا، وتم الشروع في استعمال تقنيتين أو أكثر في الوقت نفسه لتحديد عمر الطبقات، خاصة تلك التي تعود إلى العصر الحجري القديم الأوسط”.

ومن بين ما ينبه إليه الباحث تعليقا على اكتشافات الدراسة مسألة “الفترات الانتقالية”؛ إذ “مرة أخرى كان لتقنيات التأريخ أو مناهج التنقيب خلال الخمسينيات من القرن الماضي الأثر في إبراز ‘هوة’ بلغت آلاف السنين ما بين نهاية العصر الحجري القديم الأوسط وبداية العصر الحجري القديم الأعلى، بينما المشكل بالأساس لم يكن واقعا أركيولوجيا”، وزاد: “ظهرت الآن ثقافة بين العصرين، ومن اللازم آجلا أو عاجلا أن نجد لها اسما، وهي المؤرخة ما بين 27 ألف سنة و23 ألف سنة”.

وأوضح بوزوكار أن العديد من طلبة المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث اليوم، وطلبة جامعاتٍ بالمغرب وخارجه، “بدؤوا يتصدون لعمل جبار في صمت، وثبات؛ لإبراز جوانب من العصور الحجرية القديمة والحديثة، تهم الصناعات الحجرية والوحيش والهياكل البشرية أو بعضا من عظامها واستغلال موارد المجال؛ وهو جيل من الشابات والشباب سيقول كلمته، وسيبرز بشكل أفضل منا أن تاريخ المغرب مذهل بشكل كبير”.

الآثار الأنثروبولوجيا التاريخ المغرب

النشرة الإخبارية

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا

يرجى التحقق من البريد الإلكتروني

لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.

لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.

المصدر: هسبريس

شاركها.