دراسة تكشف هيمنة اللغات الأجنبية على الأبحاث في ماضي ليكسوس المغربية
كشفت دراسة بيبليوغرافية للأبحاث المنشورة حول الحاضرة المغربية التاريخية البائدة “ليكسوس” هيمنة الأبحاث المنشورة بلغتين أجنبيتين، فيما حلت الأبحاث باللغة العربية ثالثة؛ وهو ما قالت إنه يؤثر على معرفة المغاربة بها.
جاء هذا في دراسة للباحثة حنان إبراهيمي، نشرتها “دورية كان التاريخية”، وقدمت فيها دراسة بيبليوغرافية لحصيلة الأبحاث التاريخية والأثرية حول مدينة ليكسوس الأثرية، الواقعة قرب مدينة العرائش الحالية، التي تمثل “إحدى أقدم وأعرق وأهم المدن التاريخية في الساحل الأطلسي”.
وقالت الدراسة إنه “بفضل الدراسات المتوفرة حاليا حول معلمة ليكسوس الأثرية، أصبح بالإمكان القيام بقراءات جديدة” للنصوص التاريخية حولها؛ “لإزالة الستار عن ماضيها العريق وإحيائها وجعلها ماثلة في الفكر والوجدان، خاصة أن حملات التنقيب بها أصبحت تتم بعد سنة 1989 في إطار بعثات مشتركة بين باحثين مغاربة وآخرين أوروبيين؛ ما يعني مزيدا من تبادل الخبرات والمعارف، وهو ما ساهم بشكل كبير في الكشف عن العديد من المعطيات حولها”.
هذه الدراسات توفر سندا بحثيا في ظل الواقع الذي “يصطدم به المؤرخ في دراسة موقع ليكسوس الأثري”، وهو “ندرة الخبر وتكرار القليل المتوفر، وامتزاجه بالأسطورة في المصادر الكلاسكية؛ الأمر الذي يجعلها لا تخدم الحقائق التاريخية مباشرة”.
ورصدت الدراسة أزيد من 200 عنوان، درس الموقع، ثم أضافت: “عدد الباحثين الأوروبيين الذين درسوا موقع ليكسوس الأثري 161 باحثا، فيما درسه
56 باحثا مغربيا، وباحثان عربيان فقط، وشكلت نسبة العمل الفردي الأغلبية مقارنة بالعمل الجماعي، حيث استأثرت بنسبة 75 في المائة من مجموع ما أنتج”.
وتستأثر الدراسات باللغتين الفرنسية والإسبانية بالمركزين الأوليين في المنشورِ من الدراسات، بعدَدَي 117 عملا و50 عملا على التوالي؛ فيما تحل العربية ثالثة بـ31 عملا، وتليها لغتان أجنبيتان أخريان.
ورصدت الدراسة تقدما ملحوظا في الدراسات التاريخية والأثرية المهتمة بليكسوس في الآونة الأخيرة “بفضل اعتماد الباحثين على مصادر متنوعة” و”توظيفهم لمجموعة من العلوم الحديثة التي مكنتهم من التدقيق في المعطيات الكلاسيكية، ورصد بعض المظاهر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمنطقة، وتكوين صورة عن نوعية العلاقات التي جمعتها بالشعوب المتوسطية الأخرى”.
ومن بين ما نبهت عليه الدراسة الجديدة “كثرة الدراسات باللغة الأجنبية”؛ فـ”على الرغم من كونها يمكن أن تساهم في التعريف بتاريخ هذه المدينة في الأوساط الأوروبية، فإنها في الوقت نفسه تظل غير معروفة في الأوساط المغربية، بسبب عدم إتقان الكثيرين لتلك اللغات؛ مما يعلل عدم إدراكهم لقيمة تراثهم التاريخي الإنساني الذي يعكس جزءا من ثقافتهم وحضارتهم”.
المصدر: هسبريس