أوصت دراسة حديثة حول التطور الفيروسي لفيروس كورونا المستجد (SARSCoV2) في المغرب بضرورة إرساء منظومة مستدامة للمراقبة الجينومية، باعتبارها أداة حاسمة للتصدي للتحديات الصحية المرتبطة بالمتحورات.

الدراسة، التي أجريت على مدى أربع سنوات بين عامي 2021 و2024، وأجراها 15 باحثا مغربيا، بعنوان “المراقبة الجينومية في المغرب ترصد تحول متحور فيروس كورونا المستجد من سلالة ألفا إلى سلالة أوميكرون الفرعية JN1″، قدمت ثلاث توصيات رئيسية تهم بالأساس: ضرورة إقامة مواقع مراقبة في مراكز السفر الرئيسية لرصد المتحورات الوافدة، والاستثمار في تقنيات لقاحات قابلة للتكييف، وتعزيز شبكات تبادل البيانات الجينومية على مستوى شمال إفريقيا بدعم من منظمة الصحة العالمية.

وأبرزت هذه الدراسة القيمة المزدوجة لبرامج المراقبة الجينومية الوطنية، لفهم ديناميكيات انتقال العدوى محليًا وللمساهمة في التأهب العالمي للأوبئة. قائلة إنه “لا شك ف ي أن الرؤى العملية المُكتسبة من تتبع تطور فيروس كورونا المستجد في المغرب ستُثري استجابات أكثر فعالية لتهديدات مُسببات الأمراض التنفسية المُستقبلية”.

وأجرت فرق البحث تسلسل الجينوم الكامل لـ235 عينة إيجابية لفيروس كورونا جُمعت من مختلف مناطق المغرب بين 2021 و2024. وأظهر التحليل أن المغرب شكّل مركزاً إقليمياً لانتقال العدوى خلال موجات متحور أوميكرون، حيث برزت تبادلات فيروسية ثنائية الاتجاه مع المناطق المجاورة. هذا المعطى يعكس الدور الجغرافي الحساس للمملكة في ديناميكيات الجائحة على مستوى المنطقة.

وكشفت الدراسة عن تحوّل زمني واضح في انتشار المتحورات داخل المغرب، إذ شهدت المرحلة الأولى انتشاراً مشتركاً لمتحوري ألفا ودلتا، قبل أن يُستبدلا بشكل كامل بمتحور أوميكرون وسلالاته الفرعية ابتداءً من عام 2022.

وأبرزت الوثيقة عملية إعادة بناء النشوء والتطور ظهور طفرات رئيسية مرتبطة بالتهرب المناعي وزيادة سرعة الانتقال؛ ما يؤكد قدرة الفيروس العالية على التكيف.

وأكدت أن القيمة المضافة لبرامج المراقبة الجينومية لا تكمن فقط في فهم ديناميكيات انتقال العدوى محلياً؛ بل أيضاً في المساهمة في الجاهزية العالمية للأوبئة.

وخلصت إلى أن التجربة المغربية في تتبع تطور فيروس كورونا تمثل أرضية صلبة لتصميم استجابات أكثر فعالية أمام أي تهديدات تنفسية مستقبلية.

وأفادت الدراسة بأن نتائج التسلسل الجينومي للمتحورات، وبالأخص أوميكرون وسلالاته الفرعية، توفر رؤى مهمة لتوجيه استراتيجيات تطوير اللقاحات والعلاجات في المغرب؛ فعلمية رصد الطفرات المرتبطة بالتهرب المناعي تسمح بتحديث تركيبة اللقاحات وإطلاق جرعات معززة متوافقة مع المتحورات الجديدة، كما تساعد السلطات الصحية على تعديل البروتوكولات العلاجية وفق تغيرات الفيروس بما يضمن فعالية أكبر للتدخلات ويقلل من فرص انتشار العدوى.

المصدر: هسبريس

شاركها.