اخبار المغرب

دخول المغرب على خط تجارة الأفوكادو يُربك خطط أكبر الموزعين عبر العالم

كشف موقع “فريش بلازا” عن تطور ملحوظ على مستوى صناعة الأفوكادو العالمية الذي أضحى يشهد تحولات جذرية بفعل دخول لاعبين جدد إلى السوق، وعلى رأسهم المغرب، الذي أصبح لاعبا مؤثرا بفضل تقديمه كميات كبيرة وأحجام محددة خلال الفترات الحرجة من السنة، خاصة خلال الفترة الممتدة من دجنبر إلى مارس، ما يساهم في إعادة تشكيل مشهد تجارة الأفوكادو العالمية، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة التي تواجهها الصناعة نتيجة زيادة العرض العالمي وتراجع الطلب.

في هذا الإطار، أوضح ماوريسيو لوبيز، المشتغل بقطاع صناعة الأفوكادو بكولومبيا، أن “صناعة الأفوكادو تواجه ضغوطا كبيرة بسبب زيادة الكميات القادمة من مصادر جديدة مثل المغرب، الذي يوفر كميات كبيرة بأحجام محددة في فترات زمنية حاسمة، إذ أن وصول هذه المصادر غير المشهد، خاصة خلال الفترات الجيدة القليلة التي كانت متاحة لتسويق الأفوكادو”.

وفي سياق متصل، أشار الموقع في مقال آخر، أن المغرب خلال الفترة الممتدة من أكتوبر إلى 31 دجنبر 2024، تمكن من تصدير حوالي 42,000 طن من الأفوكادو، فيما يتوقع أن يصل إنتاج موسم 2024/2025 إلى حوالي 90,000 طن، وينتظر أن يتم تصدير ما بين 80,000 إلى 90,000 طن، مما يترك نحو 10% فقط للسوق المحلي.

وحسب المصدر ذاته يخطط المصدرون المغاربة للوصول إلى أهدافهم التصديرية في شهر أبريل المقبل، وذلك في وقت يشهد فيه القطاع منافسة شديدة من دول رائدة في تصدير الأفوكادو، مثل إسبانيا وكولومبيا وإسرائيل.

وأضاف التقرير أن أن القطاع شهد نموا ملحوظا، مشيرا إلى دور المصدرين المغاربة في فتح أسواق جديدة، خاصة في أوروبا.

وبالعودة لتصريح ماوريسيو لوبيز، فقد أشار في حديثه مع الموقع إلى أن كولومبيا، التي رسخت مكانتها كمصدر رئيسي للأفوكادو والليمون، تسعى إلى مواجهة هذه التحديات من خلال استراتيجيات مبتكرة تعتمد على تنويع الأسواق وتعزيز الإنتاج، يقول لوبيز: “نخطط لتصدير 200 حاوية هذا العام، مع تركيز كبير على السوق الأمريكية حيث نتوقع زيادة صادراتنا بمعدل خمس مرات مقارنة بالعام الماضي، كما نفكر في أسواق جديدة مثل الشرق الأوسط وأمريكا الوسطى لتوسيع قاعدة عملائنا وتقليل المخاطر المرتبطة بالأسواق التقليدية”.

رغم أن السوق الأوروبي يظل ذا أهمية، إلا أنه يتسم بموسمية عالية. “يصبح السوق الأوروبي نشطا بالنسبة لنا حوالي الأسبوع 24، مع بداية الصيف”، يوضح لوبيز، وفي المقابل تسعى كولومبيا لاستغلال ضعف العرض في السوق الأمريكية خلال الأشهر الأولى من العام، مستهدفة تصدير 80% من إنتاج الليمون إلى هذا السوق.

لكن المنافسة ليست سهلة، حيث اعتبر المتحدث أن المغرب، إلى جانب دول مثل البرازيل والمكسيك، يشكل ضغطا كبيرا في الأسواق الرئيسية، كما أن ظهور منتجين جدد مثل هندوراس وغواتيمالا وبيرو يزيد من تعقيد المشهد، ما أدى إلى انخفاض أسعار الأفوكادو بفعل العرض المفرط وانخفاض الطلب العالمي.

وحسب المصدر ذاته فإن أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها الصناعة يتعلق بالقضايا الصحية النباتية، ففي حالة البرازيل، يمكن أن تمثل مشاكل مثل مرض كانكر الحمضيات فرصة لكولومبيا إذا تأثرت صادرات هذا البلد، كما حدث في بعض الفترات خلال السنوات الثلاث الماضية، ومع ذلك، يبقى هناك خطر في حال تحسن الوضع الصحي وزيادة الإنتاج البرازيلي.

تضاف إلى ذلك تحديات مرتبطة بالنزاهة في المعاملات التجارية الدولية، إذ أشار لوبيز إلى وجود حالات من عدم التزام المستوردين بالدفع أو الاتفاقيات، بالإضافة إلى المصدرين الذين لا يلتزمون بتسليم منتجات ذات جودة أو بكميات متفق عليها، ما يخلق توترات ويؤثر سلبًا على سمعة القطاع بأكمله.

واعتبر المتحدث أن الربع الأول من السنة حاسما بالنسبة لكولومبيا لترسيخ مكانتها في الأسواق ذات الأولوية، خاصة الولايات المتحدة، مع استهداف أسواق جديدة في الشرق الأوسط ومنطقة الكاريبي، يؤكد لوبيز: “في صناعة الفواكه، أصبح من الضروري متابعة أي تغييرات دائمة في السوق بشكل مستمر لتحديد الفرص وتقليل المخاطر”.

هذا، وأكد التقرير أن دخول المغرب إلى صناعة الأفوكادو العالمية يقدم درسا هاما للدول المنتجة الأخرى، على أساس أن التوقيت والمرونة عوامل حاسمة في النجاح، من خلال استغلال فترات حرجة مثل ديسمبر إلى مارس، استطاع المغرب تحقيق تأثير كبير في السوق، ما يؤكد أهمية دراسة السوق بعناية وتقديم منتجات تلبي الطلب في الوقت المناسب.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *