دعا الصحافي بقناة العيون الجهوية، محمد المصطفى خيا إلى تبني مقاربة استراتيجية متقدمة تعتمد على “الذكاء الاصطناعي” لمواجهة حملات التضليل التي تستهدف الوحدة الترابية للمملكة، وتعزيز الحضور المغربي في الساحة الإعلامية الدولية. جاء ذلك خلال مداخلته القيمة في ندوة فكرية حول “الذكاء الاصطناعي والإعلام”، التي نظمها المركز الأطلسي للصحافة وتكنولوجيا الإعلام يوم السبت الماضي بمدينة العيون، بإشراف من رابطة أنصار الحكم الذاتي.

وأكد المتحدث أن الدفاع عن مغربية الصحراء في عصر الثورة الرقمية لم يعد يقتصر على الأدوات التقليدية، بل يتطلب الانخراط في معركة إعلامية حديثة. وشدد على أن “الذكاء الإعلامي” لا يعني فقط استخدام التكنولوجيا، بل يتمثل في القدرة على صياغة خطاب ذكي ومؤثر، وتحليل المعطيات بشكل استباقي، وتوجيه الرأي العام، وتفكيك روايات الخصوم القائمة على “الأخبار الكاذبة” والتضليل الممنهج. وأوضح أن هذا النهج أصبح ضرورة ملحة لاستباق الحملات المعادية التي تشنها أطراف معروفة، في إشارة إلى الجزائر والبوليساريو، اللذين سخّرا إمكانياتهما لتشويه الحقائق.

وفي هذا الإطار، استعرض خيا تجربة قناة العيون كنموذج عملي وناجح في هذا المجال، واصفا إياها بـ”جبهة دفاعية إعلامية متقدمة”. وأشار إلى أن القناة، التي انطلقت كـ”ورش ملكي” في 11 نونبر 2004، لعبت على مدى عشرين عاما دورا محوريا في تأطير وتكوين كفاءات إعلامية من أبناء الأقاليم الجنوبية، وتزويدهم بالأدوات اللازمة لخوض “الحرب السيبرانية الناعمة”، ونقل الرؤية المغربية بأسلوب جذاب ومقنع.

وسلط الضوء على أن القناة نجحت في توسيع نطاق تأثيرها لتشمل مناطق استراتيجية كأوروبا وأمريكا وشمال موريتانيا والسنغال، فضلا عن استهدافها المباشر لمخيمات تندوف، بهدف إيصال الحقيقة للسكان المحتجزين. وذكر أن كوادر القناة غطوا أحداثا دولية في عواصم كبرى مثل نيويورك وواشنطن وباريس وجنيف، مما مكّنهم من نقل صوت المغرب إلى المحافل الدولية، وفضح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في المخيمات، وفي المقابل إبراز الطفرة التنموية الشاملة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية.

وختم الصحافي المصطفى خيا مداخلته بالتأكيد على أن الاعتماد على الذكاء الإعلامي لم يعد خيارا، بل ضرورة حتمية تفرضها طبيعة الصراع المفتعل. ودعا إلى مواصلة الاستثمار في تكوين جيل جديد من الإعلاميين والمؤثرين القادرين على حمل المشعل، ومواصلة هذا المسار لتعزيز السيادة الرقمية للمغرب والدفاع عن عدالة قضيته الوطنية في عالم متغير.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.