خلف نكهاتها الشهية.. “حقائق مرعبة” تكشف تهديد وجبات “ماكدونالدز” لصحة المستهلكين

تحت واجهة لامعة من النكهات الشهية والإعلانات الجذابة، تختبئ “حقائق مرعبة” عن الأضرار الصحية التي تسببها وجبات “ماكدونالدز”، إحدي أشهر سلاسل الوجبات السريعة عالميا، حيث أصبحت هذه الوجبات خطرا حقيقيا يهدد الصحة العامة للإنسان ويتسبب في وفيات مبكرة وتسممات غذائية وإصابات بمختلف أنواع السرطانات.
الأضرار المخيفة التي تتسبب فيها الوجبات السريعة لـ”ماكدونالدز”، جعلت مراكز الأبحاث الطبية العالمية تجري العديد من الأبحاث والنشرات الطبية التي تحلل فيها مكونات الوجبات السريعة، من بينها تقرير نشر بموقع رعاية الصحة الأمريكية، والذي كشف عن مجموعة من المكونات الضارة والخطيرة التي توجد داخل سندوتشات “البرجر” التي تنتجها سلسلة مطاعم ماكدونالدز العالمية.
وفايات وتسمم
في أكتوبر من سنة 2024، تسببت شطائر ماكدونالدز المصنوعة من اللحم البقري، في وفاة شخص وإصابة العشرات بعدوى بكتيرية في الولايات المتحدة، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، الذي أعلن عن عثوره على البكتيريا الإشريكية القولونية (المعروفة بـ”إي كولاي”) في تلك الشطائر، فيما قالت سلسلة “ماكدونالدز” إن البصل الطازج المقطع أو اللحم البقري المستخدم في أحد منتجاتها ربما تكون السبب في الإصابات.
وسجل المركز 49 حالة مرضية في 10 ولايات أمريكية، دخل 10 أشخاص إلى المستشفى وأصيب من بينهم شخص واحد بمتلازمة انحلال الدم اليوريمية، وهي حالة خطيرة يمكنها أن تسبب الفشل الكلوي الذي يهدد حياة الإنسان، حيث قال معظم المرضى إنهم تناولوا شطيرة ماكدونالدز قبل أن تظهر عليهم الأعراض.
وجاءت حالة الوفاة وتسمم 22 شخصا في كولورادو بسبب تعفن بكتيري يدعى “الإشريكية القولونية”، فيما تطورت حالتان لمتلازمة انحلال الدم اليوريمية وهي حالة خطيرة قد تتسبب في الفشل الكلوي وتخثر الدم الذي قد يخنق أي وانسداد شاريين أي عضو، إذ فاقت الحالات المصابة 70 حالة في 13 ولاية بسبب تناولهم لوجبة “كوارتر باوندر” من ماكدونالدز.
وتعتبر البكتيريا الإشريكية القولونية من البكتيريا غير الضارة التي تعيش في أمعاء الإنسان والحيوان وتساهم في صحة الأمعاء، لكن، عند تناول الطعام أو شرب الماء الملوث بأنواع معينة من هذه البكتيريا، ستسبب الإصابة بأمراض معوية تتراوح شدتها من طفيفة إلى شديدة قد تهدد حياة المصاب بها، ومن بين الأطعمة المسببة لتفشي البكتيريا الإشريكية، لحوم الهامبرغر غير المطبوخة جيداً والسلامي المجفف، وعصير التفاح الطازج غير المبستر والزبادي والجبن المصنوع من الحليب الخام غير المبستر.
مخالفات صحية خطيرة
في يناير الماضي، أفادت شبكة “CBS news” بأن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية كشفت عن عشرات المخالفات الصحية لدى أحد موردي التموين لسلسلة ماكدونالدز للوجبات السريعة.
وذكرت شبكة “سي بي إس نيوز”، أن تقرير التفتيش الذي اطلعت عليه، تضمن تفصيلا شاملا للمخالفات التي وجدت في منشأة لإنتاج الأغذية في كولورادو تديرها مزرعة “تايلور فارم”، المورد الرئيسي لسلسلة مطاعم “ماكدونالدز” للوجبات السريعة، مشيرة إلى أن تقرير المخالفات مرتبط بتفشي بكتيريا الإشريكية القولونية التي أدت إلى إصابة المئات وتم على إثرها سحب البصل المستخدم في وصفات “ماكدونالدز” في أكتوبر الماضي.
وأضافت “سي بيدإس نيوز”، أن المفتشين اكتشفوا وجود أغشية حيوية رقيقة واضحة وكميات كبيرة من بقايا الطعام، في معدات مزرعة تايلور فارمز في كولورادو، حتى بعد انتهاء العمال من إجراءات التنظيف النموذجي، كما حصلوا على توقيع الموافقة من مسؤولي مراقبة الجودة في المنشأة، بالإضافة إلى أن المفتشين لفتوا إلى أن عمال المنشأة كانوا يتهاونون في خطوات التعقيم المطلوبة منهم، ولم يستخدموا أحواض غسل اليدين.
ولفتت شبكة الأخبار، إلى أن مفتشي إدارة الغذاء والدواء اكتشفوا أن عمال مزارع تايلور كانوا يتخطون في كثير من الأحيان خطوة التجفيف بعد غمس الأدوات في محلول التعقيم الكيميائي، الذي لم تستطع إدارة الغذاء والدواء من التحقق من مصدره أو نسب المواد المخلوطة بداخله.
ومن جهتها صرحت سلسلة “ماكدونالدز”، أنها تلزم مورديها بأعلى معايير السلامة الغذائية، مؤكدة أنها توقفت عن شراء منتجات مزارع تايلور حتى قبل صدور تقرير التفتيش من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، مشيرة إلى أنها أعلنت منذ أكتوبر الماضي، توقفها عن شراء البصل من مزارع تايلور في كولورادو إلى “أجل غير مسمى” وتغيير الموردين لنحو 900 فرع للشركة كان يعتمد على هذا المورد.
وفي المقابل، قالت مزارع تايلور إنها اتخذت على الفور خطوات لاحتواء المخالفات والانتهاكات التي وجدتها إدارة الغذاء والدواء في إحدى منشآتها، مؤكدة أن الإدارة لم تقم بأي إجراء إداري أو تنظيمي ضد الشركة، ما يدل على أنه لم يتم ربط أي من الإصابات بالبكتيريا أو تهديد للصحة العامة في تقرير تفتيش إدارة الغذاء والدواء، حسب شبكة “سي بي إس نيوز”.
وتعتبر مزرعة “تايلور فارم” هي المكلفة بتوريد “البصل المقطع” إلى سلسلة “ماكدونالدز” في العديد من الولايات الأمريكية، كما أنها تنتج أنواعا أخرى السلطات، التي تبيعها في محلات البقالة على أنها آمنة وجاهزة للأكل، بالإضافة إلى أنها (تايلور فارمز) تصف منتجاتها بأنها الحل لـ”طعام بدون تحضير”، حيث تسمح منتجاتها للعاملين في المطاعم بتخطي خطوات التحضير المعتادة مثل غسل الخضروات قبل استخدامها ومن ثم تقطيعها.
مواد سامة وقاتلة
كشف تقرير نشر في غشت من سنة 2015 بموقع “رعاية الصحة” الأمريكي عن مجموعة من المكونات الضارة والخطيرة التي توجد داخل سندوتشات البرجر التي تنتجها سلسلة مطاعم “ماكدونالدز العالمية”، حيث أكد أنها تساهم في تدمير الصحة.
ومن أبرز هذه المواد، حسب التقرير، “سكر النيوتيم الصناعي “Neotame” إذ يؤكد المصدر ذاته على ضرورة ألا ننخدع بهذه المادة، لأن “النيوتيم” هو الاسم الجديد لسكر الأسبرتام الذي يسبب السرطان، وثبت أيضاً أنه يتسبب في رفع فرص الإصابة بالبلوغ المبكر لدي الفتيات، فضلا عن مكون “مركب أحادي وثنائي الجليسريد “Mono and Diglycerides”، إذ يتم إضافة هذه الدهون للأطعمة لتمزج الدهون والسوائل معاً وتعمل كمثبت قوام وغالبا ما يتم استخلاصها من شحم الخنزير.
من المواد الخطيرة على صحة الإنسان التي تدخل في صناعة أطعمة “ماكدونالدز”، وفق التقرير ذاته، “شراب الذرة عالي الفركتوز” الذي يستخدم بواسطة أغلب شركات الأغذية نظراً لأنه رخيص الثمن، وهو يوجد في الكاتشب الذي يتم إضافته للبرجر، ويتسبب في العديد من المشاكل الصحية أبرزها مرض السكر.
كما يستخدم مركب “حمض الصوديوم بيروفوسفات” للحفاظ علي لون الأطعمة، وتستخدمه الشركات الشهيرة، من بينها “ماكدونالدز” للحفاظ علي لون الجبن المضاف للبرجر بجانب الحفاظ علي لون البطاطس، في وقت حذرت العديد من التقارير الطبية من هذه المادة حيث ثبت أنها تسمم الدم ونصحت بعدم تناولها.
من السموم المعروفة التي تدخل في الصناعة الغذائية للوجبات السريعة وهي “الجلوتامات أحادية الصوديوم” التي تسبب، حسب التقرير، في تدمير المخ والجهاز العصبي وتقوم العديد من الشركات بإضافتها للبرجر كبهار أو توابل، فضلا عن “سوربات البوتاسيوم” التي تستخدم كمادة حافظة للبرجر، وأثبتت الأبحاث التي أجريت عليها أنها تتسبب في تلف بعض جينات الجسم وحدوث طفرات بها، وهي تتسبب في الإصابة بالكثير من الأمراض، ومن المحتمل جداً أن تتسبب في حدوث السرطان.
كما نبه التقرير من مادة “البولي سوربات 80”: حيث ثبت أنها تتسبب في موت خلايا المخ، وحدوث التهاب به حسب التجارب الحيوانية وتتسبب في الإصابة بتلف الكبد ويتم إضافتها للبطاطس التي يتم تقديمها مع البرجر، إضافة إلى “الصبغ الأصفر “Yellow Dye #5” المستخلص من قطران الفحم حيث يستخدم كلون صناعي للبطاطس التي تقدم مع البرجر، وهي تتسبب حسب التجارب الحيوانية في حدوث اضطراب بالتركيز والقدرة علي التعلم بالإضافة إلي التسبب في بعض الأورام، فضلا عن “هيدروكسيد الأمونيوم” الذي يتم إضافتها إلي اللحم البقري أثناء تحضير البرجر وهي لها أضرار صحية كثيرة.
مكونات محظورة
إضافة إلى تقرير موقع رعاية الصحة الأمريكية، فجرت صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، مفاجأة جديدة بعد أن كشفت النقاب عن مكونات ضارة وسامة توجد فى “دجاج ماك ناجتس ماكدونالدز”، والتى يحظر تناولها عالميًا.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن سلسلة مطاعم “ماكدونالدز” بدأت باعتبارها شركة خاصة بالبرجر فقط فى عام 1948، ولكن أصبحت سلسلة مطاعم شهيرة خاصة بالوجبات السريعة على مستوى العالم التى تقدم اللحوم الغنية بالبروتين مثل دجاج ناجتس، وذلك فى عام 1983، فيما أوضح الباحثان البريطانيان “إشليمان”، و”إيتلينجر”، أن الناجتس يحتوى على 40 مكونًا ضارًا.
وفى تقرير آخر، تناولت “ديلى ميل”، قصة حية لفتاة تدعى “جيسيكا هاملتون”، التى تقول إنها أنفقت 10 آلاف جنيه أسترلينى على الوجبات السريعة من “ماكدونالدز”، الذى كانت تزور فروعه لما يصل لـ3 مرات فى اليوم، مضيفه “كنت آكل حوالى 5000 سعرة حرارية من ماكدونالدز، وأصبت حينها بآلام فى المفاصل، خاصة مع صعود السلم للطابق العلوي، ولكن بعد التخلى عن الوجبات السريعة، فقدت الكثير من وزني، وأصبحت محافظة على ممارسة التدريبات الرياضية”.
واكتشف الدكتور كريستوفر أوشنر، الباحث المشارك فى مركز نيويورك للسمنة وبحوث التغذية فى مركز روزفلت الأمريكي، نتائج مثيرة ومخيفة للغاية بعد ترك قطع “ناجتس” الدجاج لمدة يومين فى درجة حرارة الغرفة، والتى بقيت سليمة ولم تتلف مثل باقى الأطعمة، لافتًا إلى أن الدجاج ترك نفس النتيجة بعدما وضع أيضًا داخل الثلاجة لمدة 10 أيام، حيث لم يحدث لها أي تلف، وفقا لموقع “livestrong”.
“ماكدونالدز” تدعو موظفيها لعدم تناول وجباتها
تسرب سنة 2013، إعلان داخلي لشركة “ماكدونالدز” على موقعها الداخلي، الذي لا يمكن الدخول إليه من خارج الشركة، مخصص لعماله تحذر فيه من أن طعامها مضر بالصحة، حيث يضم الإعلان صورا تظهر نموذجا للغذاء الصحي السليم وأخرى للأغذية غير الصحية، حيث نشرت من جانب كأسا من الكولا والبرغر وبطاطس مقلية ومن جانب آخر قدح ماء وشطيرة وسلطة.
وأكد معدو الإعلان أن مراعاة النظام الغذائي الصحي أمر صعب عندما يأكل الإنسان مرارا في مطاعم الوجبات السريعة، فيما أشارت الشركة إلى أن الطعام السريع يمثل غذاء سريعا ورخيصا ومتاحا في ظروف الحياة السريعة الحالية مقارنة مع الأغذية التي تطبخ في المنزل، ولكن تحتوي هذه المأكولات على كمية كبيرة من السعرات الحرارية وكثيرا من الدهن والسكر والملح.
وعلقت شركة “ماكدونالدز” على ظهور مقالات حول هذا الإعلان في وسائل إعلام مختلفة قائلة إن هذه المعلومات لا تتفق مع المعنى العام لنص الإعلان، وأنها لا توصي الناس بالتخلي عن الطعام السريع.
المصدر: العمق المغربي