من أصل 12 نائبا لرئيسة مجلس جماعة الرباط، فتيحة المودني، لم يحضر سوى ثلاثة نواب فقط خلال الاجتماع الأخير لمكتب المجلس، المنعقد يوم الأربعاءالماضي، وذلك في وقت “تستمر فيه أجواء التوتر بين الرئيسة وعدد من نوابها”، على خلفية ما تم تداوله في وقت سابق حول خلافات داخلية بشأن تدبير عدد من الملفات الحساسة.
الاجتماع، الذي خُصص لمواصلة التحضيرات الخاصة بالاحتفال بعيد العرش المجيد، شهد حضور كل من عزيز لميني، هشام أقمحي، وحسنية غايش، إلى جانب كاتب المجلس جلال الأتراسي ونائبته فاطمة كعيمة، كما عرف اللقاء مشاركة عدد من أطر الإدارة الجماعية، من ضمنهم المدير العام للمصالح، ورؤساء عدد من الأقسام والمصالح.
اللافت للنظر وفق عدد من أعضاء بالمجلس، هو حضور عدد من المسؤولين بالجماعة، الموقوفين على خلفية التحقيقات التي تباشرها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بمدينة سلا.
ويأتي هذا الغياب الجماعي بعد أسابيع من تداول أخبار تفيد بوجود توتر داخلي متصاعد بين الرئيسة وعدد من نوابها، على خلفية خلافات متعلقة بإدارة بعض الملفات الإدارية، من ضمنها التوقيفات التي شملت مسؤولين بالجماعة، في سياق التحقيقات التي تباشرها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بسلا، والتي لم يتم تقديم معطيات رسمية بشأنها، حسب ما أفاد به سابقا أعضاء من الأغلبية والمعارضة.
إقرأ أيضا: توتر داخل مجلس جماعة الرباط بسبب “انحياز مزعوم” للرئيسة في نزاع إداري
وكان اجتماع سابق للمكتب، بتاريخ 18 يونيو الماضي، قد شهد بدوره غياب عدد من النواب، وهو ما اعتُبر حينها مؤشرا على أزمة صامتة داخل المجلس، دون أن تصدر توضيحات رسمية بشأن خلفيات هذا الغياب.
وقد سبق لمصدر من داخل المجلس أن ربط الأمر بـ”احتجاج” غير معلن على طريقة تدبير بعض الملفات، من بينها ملف الموظفة التي أثير حولها جدل في نزاع مهني مع أحد النواب.
ورغم أهمية مناسبة عيد العرش وما يرافقها من استعدادات تنظيمية ولوجستيكية، إلا أن استمرار غياب أغلب نواب الرئيسة عن اجتماعين متتاليين، وفق أعضاء بالمجلس، يطرح تساؤلات حول مدى تماسك المكتب، وإمكانية استمرار أجواء التوتر داخله، في ظل عدم صدور أي بلاغ رسمي يوضح أسباب هذا الغياب أو يضع حدا لتأويلاته.
المصدر: العمق المغربي