في سياق إعادة تشكيل جيوسياسي في المنطقة المغاربية، والذي تميز بجولة المبعوث الأمريكي الخاص مسعد بولس، دعا جيسون إيزاكسون، مدير الشؤون السياسية في اللجنة اليهودية الأمريكية (AJC)، والمقرب من الدوائر الجمهورية الأمريكية، إلى تعزيز موقف المغرب على الساحة الدولية، منددا بشدة بموقف الجزائر التي يتهمها بالاصطفاف مع “خصوم الديمقراطية”.
وفقا لجيسون إيزاكسون، فإن الانخراط الدبلوماسي مع الجزائر، وإن كان حقيقة قائمة، يجب أن يكون فرصة لتوجيه “رسالة قوية لا لبس فيها”. وينتقد بشدة ما وصفه بـ”اللعبة الخطيرة” التي تمارسها الجزائر، متهما إياها باستفزاز المغرب، والسعي وراء “طموحات مشبوهة” في الصحراء، والأهم من ذلك، الاصطفاف استراتيجيا مع روسيا. ويرى إيزاكسون أن العلاقات بين واشنطن والجزائر يجب أن تظل في المقام الأول “اقتصادية وتعتمد على المصالح المتبادلة”، وأن تستخدم كوسيلة ضغط لحث الجزائر على “تغيير مسارها”.
وجدد جيسون إيزاكسون في حوار مع المجلة الفرنسية “جون أفريك” التأكيد على أن الموقف الأمريكي بشأن سيادة المغرب على الصحراء “واضح وضوح الشمس” وأنه “لن يكون هناك تراجع عنه”. ويشير إلى أن خطة الحكم الذاتي المغربية تعتبر، سواء من قبل الإدارة أو من شخصيات سياسية مثل ماركو روبيو، “الحل المنطقي والمستدام والقابل للتطبيق الوحيد للنزاع”. ويفسر التأخير في افتتاح القنصلية الأمريكية في الداخلة بعوامل لوجستية ومالية وليس بسبب نقص في الإرادة السياسية، مؤكدا أن التوجه الذي اتخذته واشنطن لا لبس فيه.
وأشار إلى أن اللجنة اليهودية الأمريكية تقود حملة نشطة من أجل اعتراف دولي أوسع بسيادة المغرب، معربا عن تفاؤله بشأن “تغير محتمل في المواقف في الأمم المتحدة هذا الخريف”. كما أشار إلى مناقشات تجري خلف الكواليس حول قرار جديد محتمل، قد يتم تنسيقه مع فرنسا. كما يرى أن تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية هو احتمال يدرسه داعمو المغرب في واشنطن.
وفي معرض حديثه عن مستقبل اتفاقيات أبراهام، أقر إيزاكسون بأن الحرب في غزة “أبطأت الزخم”، لكن إمكاناتها “لا تزال هائلة”. ويربط إعادة تفعيلها بانتهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن، ورحيل حماس. ويُقدَّم المغرب كشريك طبيعي للتطبيع مع إسرائيل، بسبب “الروابط العضوية والمتجذرة بعمق” التي تجمع بين البلدين.
وفيما يتعلق بالفاعلين الإقليميين الآخرين، فقد انتقد الموقف “الأيديولوجي” و”المعادي للغرب” للرئيس التونسي قيس سعيد، ويعتبر ليبيا مرشحا غير محتمل على المدى القصير، ويرى أن المملكة العربية السعودية، على الرغم من اهتمامها، تشترط أي تقدم بتحقيق إنجازات ملموسة للفلسطينيين.
المصدر: العمق المغربي