أثار الحوار التلفزيوني الذي أجراه وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، على القناة الثانية المغربية، مساء أمس الإثنين 06 أكتوبر 2025، موجة واسعة من ردود الفعل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أجمع إعلاميون وسياسيون ونشطاء على الإشادة بالأسلوب المباشر والشفاف الذي اعتمده الوزير في معالجة قضايا القطاع الصحي الشائكة.
وتحول اللقاء التلفزيوني إلى مادة نقاش رئيسية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ركزت معظم التعليقات على جرأة التهراوي في كشف تفاصيل الأزمة العميقة التي يعيشها القطاع منذ سنوات، وتقديمه رؤية واضحة لمسار الإصلاح الذي يعتزم قيادته، بعيدا عن اللغة السياسية التقليدية.
وحظي أسلوب الوزير بإشادة خاصة من شخصيات إعلامية بارزة، حيث اعتبر الإعلامي منير الأمني أن إجابات التهراوي كانت دقيقة وصريحة، مشيرا إلى أن الهجمات التي يتعرض لها الوزير هي نتاج “حملات منظمة” لا تقييم موضوعي لأدائه.
وأضاف الأمني أن التهراوي، رغم فترة تسييره القصيرة التي لم تتجاوز 11 شهرا، أظهر فهما عميقا لمشاكل القطاع ويتحدث “لغة الإصلاح” المبنية على المتابعة الميدانية.
من جهته، عبّر الإعلامي المصطفى أبو الخير عن إعجابه بقدرة الوزير على التواصل “بطريقة الإنسان العادي”، مبتعدا عن العبارات السياسية الجاهزة، مؤكدا أن هذا الأسلوب الصادق جعله يكسب احترام شريحة واسعة من الشباب، الذين وجدوا فيه “رجل إنجاز” قادر على تقديم إضافة حقيقية.
بدورها، نوّهت الصحفية نجيبة جلال بـ”الصدق والوضوح” في خطاب الوزير، مؤكدة أنه ليس سياسيا تقليديا، بل “رجل ميدان” يعمل بوطنية ووعي، وهو ما ارتقى بالحوار إلى مستوى مهني راق.
ولم يقتصر التفاعل الإيجابي على الإعلاميين، بل امتد ليشمل المواطنين والنشطاء الذين عبروا عن تقديرهم لجدية الوزير. وبعد أن طرح عادل أعوين سؤالا على متابعيه حول انطباعاتهم، انهالت التعليقات التي تثمّن جرأة الوزير في تناول الملفات الحساسة.
ورأى محمد فريات أنه على الرغم من حداثة عهد التهراوي بالقطاع، إلا أنه أبان عن قدرة على التعلم السريع وتقديم الإضافات، متجاوزا بعض “المظاهر الخادعة” التي قد توحي بعكس ذلك.
من جانبه، اعتبر عبد الأحد بكتاشي أن الوزير نجح في تقديم إجابات واضحة حول الاختلالات القانونية والهيكلية المتراكمة، واصفا جهوده بأنها بمثابة “ثورة إصلاحية” داخل المنظومة الصحية الوطنية في فترة وجيزة.
من دانبه أشاد أنس عياش بلغة التهراوي التي تميزت عن سابقيه، وقدرته على التواصل المقنع بعيدا عن لغة المصالح الضيقة، مما عزز شعبيته في الأوساط الشبابية.
ورغم الإشادة الكبيرة، لم تخلُ التعليقات من نظرة واقعية للتحديات التي تواجه القطاع، حيث أكد عدنان مرتضى أن المشاكل هي نتيجة تراكمات سنوات طويلة، إلا أنه أشار إلى أن الوزير أظهر “إرادة صادقة وإيجابية” لتغيير الوضع.
وفي سياق متصل، دعا سليمان الأرقوبي إلى ضرورة تفعيل لجان مراقبة المستشفيات العمومية بشكل صارم لضمان نجاح الإصلاحات، فيما ختم إسماعيل أوتيل بالإشارة إلى أن التهراوي أجاب بوضوح عن جميع التساؤلات، معربا عن أمله في أن تستمر جهوده ليثبت جدارته في ظل الضغوطات والانتظارات الكبيرة للمواطنين.
وعكست هذه التفاعلات، بشكل عام، تقديرا كبيرا للاستراتيجية التواصلية الجديدة التي انتهجها وزير الصحة، والتي تقوم على المكاشفة والشفافية، وتؤشر على قناعة متزايدة لدى الرأي العام بجدية نواياه الإصلاحية، رغم إدراك الجميع لحجم التحديات الموروثة.
المصدر: العمق المغربي