خبير يفكك أسباب تقدم المغرب على الجزائر في تصنيف حرية الصحافة لـ2024
كشف تقرير “مراسلون بلا حدود” لحرية الصحافة لعام 2024، الضوء تقدم المغرب في التصنيف، حيث ارتقى ترتيب المملكة بشكل لافت في هذا التقرير لتحتل المرتبة 129، متقدمة على عدد من الدول العربية، بما في ذلك الجزائر التي تراجع ترتيبها.
هذا التقدم الذي عزته المنظمة غير الحكومية إلى غياب اعتقالات جديدة في صفوف الصحفيين في السنة التي شملها الجرد، اعتبره مهدي عامري، أستاذ باحث في الرقمنة والذكاء الاصطناعي، “إنجازا هاما للمغرب، ويعكس جهود المملكة في تعزيز حرية الصحافة وفتح المجال أمام الصحفيين لممارسة مهنتهم بحرية أكبر”.
ويعزى هذا التقدم، في نظر الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، إلى عدة عوامل، أهمها، “غياب الاعتقالات الجديدة للصحفيين، ويعد هذا مؤشرا هاما على التزام المغرب بحرية التعبير واحترام مهنة الصحافة، ثم لنوع من الانفتاح على الصحافة المستقلة، من خلال تشجيع المغرب على تنوع الأصوات وتمكين الصحفيين المستقلين من فرصة التعبير عن آرائهم دون خوف أو قيود”.
وأشار عامري إلى أن تعزيز الإطار القانوني المنظم لحرية الصحافة يعد كذلك من أسباب هذا التقدم، مبرزا أن المغرب يواصل جهوده لتطوير منظومة قانونية تعزز حرية الصحافة وحقوق الصحفيين، مبرزا أن تجربته في هذا المجال يمكن أن تشكل بعض مزاياها مرجعا للدول العربية الأخرى ويشجعها على اتخاذ خطوات مماثلة لتعزيز حرية التعبير واحترام مهنة الصحافة.
في حاجة إلى تجويد
يمكن للمغرب تحسين موقعه في سلم حرية الصحافة للأفضل، يقول عامري، جوابا على سؤال “العمق” حول بعض الممارسات التي تساهم في إضعاف المنظومة الإعلامية بالمغرب وفي التضييق على الصحفيين، إذ بالرغم من التقدم المحقق، لا تزال هناك مجالات بحاجة للتجويد، ويتعلق الأمر بتعزيز حماية الصحفيين من الاعتداءات والمضايقات، مشيرا إلى أنه على السلطات المغربية اتخاذ خطوات حاسمة لحماية الصحفيين من أي اعتداءات أو مضايقات، وضمان محاسبة الجناة.
من جهة أخرى، شدد عامري على ضرورة ضمان حرية الوصول إلى المعلومات، مبرزا أنه على المغرب توسيع نطاق حرية الوصول إلى المعلومات لضمان حصول الصحفيين على المعلومات التي يحتاجونها لممارسة عملهم بحرية، ناهيك عن مكافحة خطاب الكراهية والمعلومات المضللة عبر اتخاذ خطوات فعالة لمكافحة خطاب الكراهية والمعلومات المضللة على الإنترنت، وضمان بيئة إعلامية صحية وامنة.
وشدد الأستاذ الباحث على أهمية حرية الصحافة في بناء مجتمعات حرة وديمقراطية، مبرزا في الآن ذاته أن تقدم المغرب في مجال حرية الصحافة خطوة إيجابية نحو تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، ويشجع هذا التقدم الدول العربية الأخرى على اتباع نفس النهج.
تراجع الجزائر
تقرير مراسلون بلا حدود أشار إلى قرب انقراض الصحافة المستقلة بالجارة الشقيقة، وسجل بأسف تدهور حرية الصحافة الذي عزاه عامري إلى مجموعة من المؤشرات، تهم أساسا تشديد القيود على الوصول إلى المعلومات، موضحا أن السلطات الجزائرية تمارس ضغوطا على الصحفيين لتقييد حصولهم على المعلومات، مما يعيق عملهم ويحد من قدرتهم على إطلاع الرأي العام على الحقائق.
ونبه في ذات السياق إلى التضييق على الصحفيين المنتقدين، مبرزا أن الصحفيين الذين ينتقدون حكومة بلد المليون شهيد، أو يطرحون قضايا حساسة يواجهون مضايقات وتهديدات، مما يخلق جوا من الخوف والترهيب.
وسجل الباحث في سياق حديثه عن معطيات مراسلون بلا حدود بشأن حرية الصحافة، غياب الإرادة السياسية لتعزيز حرية الصحافة، منبها أن السلطات الجزائرية تظهر ضعفا في الالتزام بحرية الصحافة، مما يعيق أي تقدم حقيقي في هذا المجال.
المصدر: العمق المغربي