حكومة التشاد تستفيد من تجارب المغرب في توفير الحاجيات من الأطر الصحية
احتفت وزارة الصحة العمومية والوقاية في حكومة دولة تشاد بعودة 10 أطباء تشاديين إلى بلادهم بعدما أكملوا دراستهم في المملكة المغربية في مختلف التخصصات الطبية، على غرار تخصص جراحة العظام والجراحة الترميمية وتخصص طب الأعصاب وأمراض المعدة، وفق بيان للوزارة نشرته على صفحتها على “فيسبوك”.
البيان ذاته نقل عن عبد المجيد عبد الرحيم، وزير الصحة العمومية والوقاية التشادية، ترحيبه بـ”التعاون النشط بين بلاده والمملكة المغربية في المجال الصحي”، مشددا في الوقت ذاته على “حاجة تشاد إلى تكوين المزيد من الأطباء والأخصائيين لتغطية التراب الوطني بشكل أفضل”، وداعيا المجتمع الدولي إلى “مساعدة بلاده لجعل نظامها الصحي أكثر دينامية في مواجهة التحديات الصحية”.
من جهته، أشاد الدكتور محمد حسين، رئيس جمعية الأطباء الأخصائيين المدربين في المغرب، بدور هذا الأخير “في دعم النظام الصحي لدولة تشاد”؛ فيما أثنى الدكتور سينيكي فاندابن، نيابة عن هيئة الأطباء التشاديين، على “الأهمية التي توليها وزارة الصحة العمومية في بلاده لتعزيز قدرات الأطر الصحية في البلاد”، مشيدا هو الآخر بـ”جودة التدريب الذي تلقاه الأطباء في كليات الطب بالمملكة”.
في السياق ذاته، أكد حسن بهادي، السكرتير الأول للسفارة المغربية في تشاد، “استعداد المملكة المغربية لتبادل معارفها وخبراتها وتعزيز التعاون في المجال الصحي مع الحكومة التشادية”، مشددا في الوقت ذاته على أن “الرباط ستدعم جهود نياجامينا في بناء قدراتها الصحية”.
تفاعلا مع الموضوع ذاته، قال إبراهيم لكحل، عميد كلية الطب والصيدلة بالرباط، إن “التعاون في هذا الإطار مع الدول الإفريقية، على غرار تشاد، ليس وليد اللحظة؛ بل يعود إلى أكثر من عقد من الزمن. وقد اتخذ هذا التعاون، خلال السنوات القليلة الماضية، منحى تصاعديا”.
وسجل لكحل أن “10 في المائة من مجموع الطلبة الأطباء والصيادلة في السلك الأساسي الذي يدرسون بكلية الطب بالرباط لوحدها هم طلبة أجانب غالبتيهم ينحدرون من دول إفريقية؛ فيما تبلغ نسبة الطلبة الأجانب في سلك التخصص ما بين 15 و20 في المائة”، مشيرا إلى وجود “طلبة ينحدرون من أكثر من 40 دولة إفريقية”.
وحول سر اهتمام هذه الدول بتكوين أطبائها في المغرب، أورد المتحدث عينه أن “جودة التكوين في كليات الطب بالمغرب التي تحظى بمصداقية كبيرة لدى عدد من الدول، إضافة إلى طبيعة المجتمع المغربي المنفتحة على ثقافات مختلفة ثم جودة الحياة في المملكة والمنح التي تخصصها هذه الأخيرة لهؤلاء الطلبة، كلها عوامل تفسر هذا الاهتمام”.
وخلص المصرح لهسبريس إلى أن “النموذج المغربي في مجال التعليم العالي، القائم على المساواة ما بين الطلبة المغاربة والطلبة الأجانب، هو نموذج عالمي لا تتبناه إلا الدول المتقدمة التي تعترف بحق الآخر في التعليم والتكوين”، مشيرا إلى أن “المغرب أصبح منصة دولية للتكوين في علوم الصحة بفضل التطور الذي لحق منظومته الصحية ومجموع المشاريع المستقبلية التي أطلقها المغرب على غرار المستشفيات، إضافة إلى التسهيلات التي يمنحها للأطباء الأفارقة في هذا الإطار؛ من ضمنها إمكانية الاستقرار في المملكة”.
المصدر: هسبريس