الأحد 30 مارس 2025 09:37
أصدرت المحكمة الإدارية الثانية في الجزيرة الخضراء حكمًا يلزم بلدية المدينة بتوفير فضاء في المقبرة البلدية يخصص للدفن وفق الشريعة الإسلامية، بعد دعوى قضائية رفعتها الجمعية الإسلامية “الرحمة”.
ويأتي هذا القرار ليضع حدًّا لمعاناة استمرت لسنوات، حيث كانت الجالية المسلمة في المدينة تواجه صعوبات في دفن موتاها وفق التقاليد الإسلامية؛ مما اضطر العديد من العائلات إلى نقل جثامين أحبائها إلى مدن أخرى مثل مدينة سبتة المحتلة أو حتى إلى باقي المدن المغربية.
وأكدت الحكم القضائي، الذي تداولته وسائل إعلام إسبانية، أن البلدية انتهكت الحق الأساسي في الحرية الدينية، المكفول بموجب القانون الإسباني، برفضها المتكرر تلبية هذا المطلب المشروع. ورفضت المحكمة أيضًا مبررات البلدية التي ادعت أن الطلب يجب أن يقدم عبر اللجنة الإسلامية الإسبانية فقط، مؤكدة أن القانون 26/92 يمنح هذا الحق لأي جمعية إسلامية.
ويُعد هذا الحكم، وفق التقارير الإعلامية ذاتها، سابقة قانونية مهمة تعزز من حقوق الجالية المسلمة في الجزيرة الخضراء، حيث يعيش الآلاف من المسلمين الذين ظلوا يطالبون بهذا الحق منذ بداية القرن الحالي.
وينص الحكم على أن البلدية ملزمة بتخصيص فضاء يسمح بالدفن المباشر في الأرض، دون تابوت، مع توجيه الجثمان نحو القبلة، وفقًا للشريعة الإسلامية.
وفي أعقاب الحكم، أعربت الجمعيات الإسلامية المحلية عن ارتياحها لهذا الإنجاز، داعية البلدية إلى الإسراع في تنفيذ القرار وتحديد التفاصيل المتعلقة بالمكان والجدول الزمني. كما انضمت أحزاب سياسية إلى هذا المطلب، مؤكدة ضرورة وضع حد لهذا “الظلم” الذي طال أمده.
وأكدت التقارير ذاتها أن السؤال يبقى معلقًا حول متى ستتمكن الجالية المسلمة في الجزيرة الخضراء من ممارسة حقها الديني دون عوائق؛ فيما تظل مدن مثل سبتة المحتلة وغرناطة وخيريز نماذج متقدمة في توفير مقابر إسلامية.
المصدر: هسبريس
