تستعد القاعات السينمائية المغربية لاحتضان الشريط الروائي “سوناتا ليلية” للمخرج عبد السلام الكلاعي ابتداء من 17 شتنبر الجاري، في عمل جديد يواصل فيه المخرج مساره الفني، لكن برؤية مختلفة تنفتح على البعد الشعري والوجداني أكثر من انشغاله بالطرح الاجتماعي المباشر.

ويقدم الفيلم الذي شارك في عدة مهرجانات حكاية شاعر يعيش ضغوطات الحياة القاسية، يلتقي صدفة بفتاة مثقلة بخيباتها، لتولد بينهما علاقة تنسجها الاعترافات المتبادلة والقصص الشخصية.

ويسعى عبد السلام الكلاعي من خلال هذه العلاقة إلى سبر أغوار تجربة الحب الأول وما يرافقها من ارتباك نفسي وأسئلة وجودية تعيد تشكيل رؤية الشباب للعالم.

وكشف المخرج عبد السلام الكلاعي في تصريح لـ”العمق”، أن “سوناتا ليلية” يندرج في سياق أعماله السابقة من حيث السعي إلى الغوص في أعماق الشخصيات، لكنه يتميز هذه المرة بتركيز أكبر على البعد الشعري للأحاسيس، بعيدا عن الواقعية الاجتماعية الصارمة التي وسمت أعماله السابقة.

ويضع الكلاعي فيلمه الجديد ضمن سلسلة الإنتاجات المغربية التي تراهن على تجديد لغة السينما عبر مزج العمق الإنساني بالاشتغال الجمالي، في محاولة لتقديم معالجة مختلفة لموضوع الحب والعلاقات الإنسانية، بعيدا عن القوالب التقليدية.

وقال المخرج المغربي عبد السلام الكلاعي، إن أغلب الأفلام التي تحقق نجاحا كبيرا وتنافس لأسابيع طويلة في القاعات السينمائية، هي أعمال “فارغة جدا من ناحية المضمون وبدون أي مستوى فكري أو معرفي وتعتمد على كوميديا بسيطة جدا وفجة”، معتبرا أنها نتيجة لما يطلبه الجمهور وتعكس مستواه.

وأضاف الكلاعي، في تصريح لـ”العمق”، أنه يجب تربية الجمهور على الفن الراقي الذي يدعوه إلى التفكير والتواصل مع العمل الإبداعي في المدارس والنوادي السينمائية، إضافة رفع التلفزيون لجودة إنتاجاته لأن الاضمحلال الذي تعيشه السينما اليوم قادم منه، وفق تعبيره.

واعتبر ذات المتحدث، أن المسؤولين لم يعوا بعد أهمية السينما كسلاح قوي يمكن من خلاله إظهار صورة المغرب للخارج والدفاع عن هويته وثقافتة، مشيرا إلى أن تأثير الثقافة الغربية على المجتمع المغربي ليس أمرا جديدا، وذلك بسبب وعي الغرب بأن السينما أداة فعالة في صناعة ثقافة الشعوب.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.