مطالبة بالحقيقة الكاملة في قضية وفاة الراعي القاصر محمد بويسلخن، بجماعة أغبالو أسردان بإقليم ميدلت، مع تشكيك صارم في فرضية الانتحار في مكان بالكاد يتعدى طوله المتر، وتوجيه أصابع الاتهام إلى صاحب ضيعة سبق أن هدد الطفل، بعدما رعى أغنامه في حديقته الخاصة.
جاء هذا في ندوة صحافية استقبلها مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط، حضرت فيها عائلة الفقيد، وقدّمت فيها “لجنة الحقيقة والمساءلة” نتائج بحثها، بعمل جمع 12 فرعا من أكبر الجمعيات المغربية المدافعة عن حقوق الإنسان، في كل من جهتي درعة تافيلات وبني ملال خنيفرة.
وباسم “لجنة الحقيقة والمساءلة” نفى الحقوقيّ كبير قاشا بشكل قاطع “إمكان وجود انتحار”، قائلا إن ما حدث “جريمة بشعة، يتمترس فيها الجناة خلف أكاذيب عاجزة (…) فهل هناك منتحر يجثو على ركبتيه، في مكان لا يتجاوز المتر وعشرين سنتيمترا؟ هل يوجد انتحار في وضع استراحة؟ (…) لقد رصدنا تراخيا في جمع الأدلة الجنائية، وعدم حماية مسرح الجريمة، مع مزاجية الوسم بالانتحار دون البحث عن الجناة المشتبه فيهم ومتابعتهم”.
وزاد قاشا: “لقد أخبروا أم الطفل بأن طفلها الذي قتل يوم الإثنين لن يشرّح حتى يوم الجمعة، لكنه فعلا شرّح يوم الثلاثاء، دون علم أسرته ولا مرافقة أحد منها لمعاينة هل توجد كدمات على جثته”.
تودا، أم الفقيد التي تحدثت بالأمازيغية في الندوة الصحافية لعدم إتقانها الدارجة، شدّدت على أن ولدها لم ينتحر بل قتل، وذكرت أن الأسرة صدقت في البداية، لكن لما انتشرت عبر الإنترنت صورة جثة ابنها والحبل حول عنقه، وهو جاث على ركبتيه، وعت بـ”كذب الرواية الأولى”.
وزادت الأم: “أتعرض للتهديد بشكل يومي، والتخويف بأبنائي الآخرين، وأخاف حتى من الخروج لجلب الماء لأن المتّهم لديه سلاح ناري (جويجة). وهناك شهود لكنهم يخافون من الشهادة (…) وقد كان في مكان قتل ابني أطفال آخرون يرعون، ورأو ما حدث، وطلب منهم المتهم رعي غنم محمد لإعادتها للدار”.
وحول فرضية الانتحار التي روجت بقوة في بداية القضية التي تعود إلى شهر يونيو الماضي قالت الأم بنفي قاطع: “لقد كان فرحا ينتظر يوم الأحد لأني وعدته باقتناء دراجة هوائية له”، كما شدّدت على أن المتهم الرئيسي قال لها إن “ابنك رعى في بستاني الخاص”، قبل أن تقول باكية: “لقد أحرقوا أجنحتي”.
أب الطفل الفقيد، الذي تحدث بدوره بالأمازيغية، نبه إلى أن جثة ابنه التي رفضت عناصر الوقاية المدنية نقلها حتى حضور الشرطة العلمية لأن الأمر يتعلق بمسرح جريمة “نقلها أخ المشتبه فيه من مكانها إلى مكان آخر، قبل تسليمها لسيارة الإسعاف”، كما تحدث عن “رشاوى المشتبه فيه لإسكات القضية”، مع تشديده على أن “الجميع يعرف القاتل أو من أمر بالقتل”.
المصدر: هسبريس