حضره إعلاميون وباحثون.. حفل يحتفي برواد الإعلام السمعي في اليوم العالمي للإذاعة
![](https://alarabstyle.com/wp-content/uploads/2025/02/67afc3126f5db.jpg)
احتفى مختبر السرديات والخطابات الثقافية بتنسيق مع بلدية برشيد، أمس الخميس، بالإعلام الإذاعي، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة الذي يتزامن والـ13 فبراير من كل عام.
وجرى خلال اللقاء الاحتفاء بمجموعة من البرامج التي أسمعَتْ صوت المنسيين والبُسطاء وتفاعلت مع قضاياهم وانشغالاتهم، خاصة برنامج “ريحة الدوار” للإذاعي محمد عاطر، الذي ظلَّ يقتفي أثر التراث المغربي ويتعقبه في كل صوبٍ طيلة خمسة عشر عاما من البحث والنبش في ذاكرته الغنية والمتعددة.
وشهد الحدث، حسب بلاغ توصلت “العمق” بنسخة منه، حضور نخبة من الباحثين والإعلاميين والمتخصصين في التراث والإعلام، ناقشوا خلاله دور الإذاعة البناء والمؤثر في التعريف بالتراث المغربي ومُساءلته وحفظه، ونقله لمختلف فئات المجتمع وأجياله.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، ثمن محمد عاطر، دور مختبر السرديات والخطابات الثقافية في الاحتفاء بالتراث الشعبي والثقافة المغربية، وهو الدور الذي يتقاطع مع مجال اشتغاله في برنامجه “ريحة الدوار”، كما عرض مجموعة من الأمثال والحكم الشعبية، والطرائف، والشذرات التي استقاها من حلقات سابقة من برنامجه، تعبر في مجملها عن طبيعة الحياة، العادات والتقاليد، وعن العلاقات الإنسانية في المجتمع.
وأشار شعيب حليفي مدير مختبر السرديات والخطابات الثقافية، وفق ذات المصدر، إلى اهتمام المختبر بالتراث الشعبي الزاخر والمتنوع، وسعيه الدائم إلى النبش فيه والتعريف به وتوثيقه باعتباره ذاكرة شعبية سخية بعطاءاتها وقيمها التي تمتزج فيها العناصر الذاتية والجمعية، كما أشار إلى دور الإذاعة من خلال برامجها في مواكبة أصوات المثقفين وإفساح المجال لإسماع صوت البُسطاء والفلاحين ومختلف شرائح المجتمع.
وخلال مداخلته، قدم الأنثروبولوجي حسن رشيق، الفروق الممكنة بين الأنثروبولوجي الذي يُحسنُ الإصغاء ولا يقاطع الناس، وبين المشتغل في ميدان الفكاهة الذي يكمل القصة مع المتدخلين، مشيرا إلى أهمية التعابير الصغيرة التي يشتغل عليها الأنثروبولوجي، كما بين دور الثقافة في الحفاظ على الهوية وعلى الدارجة المغربية، ودعا إلى احترام الثقافة البدوية والإصغاء لصوت البادية.
من جهته، اعتبر الروائي عبد الكريم جويطي فقد اعتبر أن الكاتب يحتاج إلى أشكال من الاعتراف، وأن الإذاعة تتيح له هذه الاعترافات التي ستظل وثائق حية للأجيال اللاحقة، موضحا دور البادية المغربية التي أنشأت الحاضرة وساهمت في إرساء الثقافة العالمة، وفق تعبيره.
كما أبرزت الإعلامية اسمهان عمور، خلال مداخلتها دور الإذاعة في التثقيف والترفيه، وأشارت إلى برنامج “حبر وقلم” الذي كان يحضن الجميع وينصت إلى كل الأصوات الوطنية، مبرزة دور الإذاعة الأمازيغية التي قدمت حكم المعيش اليومي والأمثال وطقوس الحياة المتعددة لفئة واسعة من المجتمع.
وتلت هذه الكلمة، ورقة الباحثة عائشة بوزرار الموسومة بـ”الأمل من صميم الألم؛ رؤية جديدة للحياة” قدمت فيها كتاب “نكاية في الألم” للإعلامية اسمهان عمور، باعتباره نصا يسلط الضوء على كيفية تأثير الفقد على الهوية الشخصية والاجتماعية، تصف الكاتبة هذا الصراع الهوياتي باعتباره معركة في حلبة، فتسعى بكل قوتها لمواجهته، من أجل محاصرته والتغلب عليه، وهو ما يضفي عمقًا إنسانيًا على تجربتها.
وعرفت الباحثة زينة إبورك، في ورقتها الموسومة بـ”اولاد احريز مع عاطر عبر الأثير”، بالتراث الثقافي اللامادي، مبرزة تجلياته وجوانب من التراث الثقافي المادي للقبائل والدواوير التي ييمم الفنان عاطر وجهته إليها، ومنها اولاد احريز، قبل أن تسلط الضوء على نجاح برنامج “ريحة الدوار” في تسليط الضوء على خصائص التراث الثقافي اللامادي.
وفي هذا السياق من الاحتفاء بالإذاعة والإذاعيين، قدم الناقد سالم الفائدة شهادة اعتراف في حق الإعلامي حسن العمراوي آثر لها عنوان “تأملات في سيرة إعلامي عاشق للمكروفون والوطن”، مشيدا بمسار إعلامي جعل من الإذاعة حياته ومن المكروفون رفيق دربه، ومثمنا دوره في نقل الثقافة الشعبية.
وحول موضوع دور الإذاعة في تثمين التراث الثقافي اللامادي بقبائل امزاب من خلال برنامج “ريحة الدوار”، قدم الباحث ياسين ماروسي ورقة تتبع من خلالها مظاهر إبراز هذا التراث في الحلقات المسجلة بالمجال الجغرافي المزابي، ورصدت الخلفية المعرفية التي اتبعها مقدم البرنامج الذي كان يعمد إلى توجيه ضيوفه إلى الحديث عن التراث الثقافي بالمنطقة.
كما أبرزت الورقة أهمية هذه البرامج في تزويد الباحثين في التراث الثقافي بمادة غنية ومتن تراثي مهم يمكن استثماره في بحوثهم الميدانية التي لا تخلو من صعوبات ومشاق.
واختتمت فعاليات هذا اللقاء، بتكريم عدد من الإعلاميين والمثقفين الذين ساهموا في نشر الوعي بأهمية الثقافة المغربية، وهم؛ أسمهان عمور، شعيب حليفي، عبد الكريم جويطي، والحسين العمراني.
المصدر: العمق المغربي