الأقوال الجيدة إذا لم تُسندها الأفعال الجيدة فستذهب أدراج الرياح، ولن يلتفت لها أحد. شيء جميل أن يظهر كل شخص على حقيقته، وإذا كنت تحب لبنى فلماذا ستتزوج ليلى؟ وإذا كنت تحب أشياء معيّنة فلماذا تُخبر الناس بأنك تحب نقيضها؟
عندما نرى الفوضى والتسيّب والتهافت في واقعنا، فلا داعي للافتخار بالقيم والمبادئ والتعلّم والأخلاق؛ لأنه لا وجود ولا قيمة لها في واقع الناس.
إذا كان واقعنا بعيدًا عن الشرع، والأفراد فيه لا يحترمون القانون، فلماذا علينا أن نقول أمورًا تخالف ما نراه في الواقع؟
للأسف لم نعد نرى الرجال الحقيقيين في كل مجالات الحياة، وأصبحنا نرى أشباههم فقط. الجميع يتكلمون في كل شيء دون احترام التخصص، ويقولون كل شيء إلا أن يكشفوا عن حقيقة أنفسهم، وبالتالي اختلط الحابل بالنابل، والصالح بالطالح، وتم تطبيع علاقات عجيب بين النقيضين، وكثر المدّعون في الواقع، وغابت أجواء النقاء والصفاء النفسي بسبب ذلك…
الأفضل أن لا يعرف أحد شيئًا عنك، وأن تعيش غامضًا، لأن مهمة ساكنة العالم النامي إذاعة سيئاتك وكتم حسناتك، ويتصرفون مثل العدو، كما أنهم يُقيّمون الناس انطلاقًا من الأموال التي يملكون، ومن ملابسهم ومظهرهم الخارجي…
من أسباب معاناة بعض الناس حسنُ ظنهم بعامة الناس، والأصل أن يقطعوا صلتهم بالجميع، وأن يُحسنوا الظن بالله وبأنفسهم فقط؛ لأننا نعيش في زمن سيئ، للأسف الناس فيه يقولون ما لا يفعلون، أو عكس ما يفعلون للتمويه وادّعاء الصلاح والعلم الواسع من لا شيء…
للخروج من عدة متاهات تشبه اتباع السراب والوهم، الأفضل أن تتصالح مع الله ومع نفسك، وتنظر لنفسك بإكبار، وترفق وتتلطف بها، وتقصد في سيرك إلى الله دون أن تلتفت للمغريات والأمور التي تخالف الشرع والقانون، لتعيش آمنًا في حياتك في الحاضر والمستقبل.
أنت لست فقيهًا ولا عالمًا ولا مصلحًا اجتماعيًا، وليس مطلوبًا منك هداية العالم، فوطّن نفسك على فعل الخير والطاعات، وابتعد عن المحرمات والنواهي الإلهية والنبوية والشبهات، وثق بالله ووعده ووعيده، وأبشر بالنصر وبمعية الله معك.
توجد منك نسخة واحدة في هذا العالم هي أنت، وأنت نسيج وحدك، لذلك فلا تقلّد أحدًا.
علينا أن نوالي أولياء الله الذين يعرفون الله ويتقونه، وأن نبتعد عن الأشخاص الذين سمعتهم سيئة، والذين يحاربون الدين الإسلامي والقيم والأخلاق والمبادئ، كي نرتاح ونعيش في أمن وأمان.
أرض الله واسعة، وعلينا تنويع أنشطتنا الممارسة، وأن نبني أنفسنا ونقوي شخصياتنا، ونبتعد عن القيل والقال والغيبة والنميمة، والطريق لذلك أن ندور حول الأفكار المبدعة والملهمة الراقية فقط، وأن نبتعد عن الدوران حول الأحداث والأشخاص والأشياء، وعن الجدال مع من لا يستحق.
من آذونا في الماضي وغدروا بنا كُتب ذلك في صحائفهم، ونَكِل أمرهم إلى الله الجبار كي ينتقم منهم، وأن يُجرعهم من نفس الكأس التي جرعونا منها، والله سميع بصير، وينصر المؤمنين به باستمرار.
مهما تربصت بنا شياطين الإنس والجن فلن يفلحوا، وقراءة القرآن الكريم بكثرة تطردهم وتبعدهم عنا، وكلما قويت صلتك بالله فستتصالح معه، وسيهديك لطريق الحق والعدل والفضيلة والنور والرشاد.
الأمل في الله، واليقين في أنه قادر على أن يغفر ذنوبك، وأن يرفعك درجات من حسن ظنك به، وأمر الله بين الكاف والنون، فلا تقلق ولا تنزعج؛ لأنه على كل شيء قدير، وهو مولانا ونعم النصير.
المصدر: العمق المغربي
