“حب في الدار البيضاء” يسائل الطابوهات .. وغياب الرقابة مكسب للسينما
قال المخرج السينمائي المغربي عبد القادر لقطع إن الأندية السينمائية لعبت دورا كبيرا في اختياره التكوين ودراسة السينما في بولونيا، مبرزا أن هذه الأندية أتاحت له فرصة مشاهدة أفلام هذه الدولة.
وأضاف لقطع، خلال مروره ضمن برنامج المواجهة FBM للناقد والإعلامي بلال مرميد، ويبث على قناة ميدي 1 تيفي، أنه كان يمني النفس بدراسة السينما في الصين بعد نيله شهادة الباكالوريا، غير أن الثورة الثقافية حالت دون تمكنه من تحقيق هذا الهدف، ليعرج على البحث عن إمكانية الدراسة في روسيا أو التشيك، قبل أن يتمكن من الدراسة في بولونيا لعدة اعتبارات متعلقة بالمنحة ومواعيد دراسة الملفات وغير ذلك.
وقال لقطع: “لو لم أدرس السينما في بولونيا غالبا ما كان سينتهي بي المطاف كسجين سياسي، بحكم علاقتي بعبد اللطيف اللعبي وبعض الأشخاص ‘الماويين’”، مشددا على أن شباب اليوم في حاجة ماسة إلى معرفة التاريخ.
وجوابا عن استعمال اللغة الفرنسية في فيلمه “نصف سماء” أوضح لقطع أن الاختيار جاء على اعتبار أن بطلة الفيلم كانت تجيد الفرنسية، وتجد صعوبات في التحدث بالدارجة والعربية، مستحضرا الصعوبات التي رافقت التصوير، خاصة أنه لم يتلق دعما خارجيا، وتم الاكتفاء بالدعم المغربي، وواصفا إنتاج الفيلم بـ”المكلف”.
وبخصوص فيلم “رماد الزريبة” قال ضيف برنامج “المواجهة” إن الاتفاق كان يقضي في البداية أن تسند مهمة الإخراج إلى محمد الركاب، بحكم أنه أب المشروع ومقترحه، غير أن تعرضه لحادث منعه من الحضور للقيام بالمهمة، “فأكملنا عملية التصوير وتولى مصطفى الدرقاوي الإخراج بحكم هزالة الإمكانيات المادية”، محملا المسؤولية عن غياب نسخة من الفيلم إلى المركز السينمائي المغربي، المكلف بصون وحفظ أرشيف الخزانة الثقافية والسينمائية.
وتعليقا على الضجة التي خلقها فيلم “حب في الدار البيضاء” أشار ضيف بلال مرميد إلى الجدل الذي وقع بين أعضاء لجنة الدعم الذين شبهوا حوار الفيلم بـ”كلام الزنقة”، وأصروا على حذف بعض المفردات حتى لا يخدش الحياء العام، “قبل أن تتنصر حرية التعبير على الإيديولوجيا المتطرفة”.
وأبرز المخرج ذاته أن رؤيته السينمائية تقتضي بالضرورة أن يسائل العمل المجتمع بطابوهاته و”مسكوتاته”، وأنه كان يهدف إلى “التحسيس والتوعية ببعض الظواهر المتفشية”، في إشارة إلى استفحال ظاهرة التحرش بالفتيات الصغيرات من قبل كبار السن، وذلك من خلال دفع المجتمع إلى التفكير في نفسه وفي جسده، بعيدا عن الاستفزاز أو كسر الطابوهات.
وقال المخرج ذاته إن “ما يميز المغرب عن باقي الدول العربية هو عدم ممارسة الرقابة القبلية على الأعمال السينمائية”، معتبرا هذه النقطة مكسبا وجب الحفاظ عليه، وواصفا الراحل نور الدين الصايل بـ”المكافح الذي ناضل من أجل السينما والإنتاج السينمائي بالمغرب”، والممثلة منى فتو بـ”النور الذي أضاء مسيرته الفنية”.
وأرجع لقطع عدم مشاهدته الأعمال السينمائية المغربية للمخرجين الشباب إلى عدم استدعائه من قبل المركز السينمائي المغربي لحضور المهرجان الوطني منذ 2015، آملا أن يتم تجاوز هذا الإشكال في المستقبل.
المصدر: هسبريس