جولة ماكرون بإفريقيا أظهرت مدى اتساع الفجوة بين أقوال الرئيس وأفعاله
قال البرلماني الفرنسي، أوريلين تاشي، إن الجولة الأخيرة التي قام بها الرئيس الفرنسي، امانويل ماكرون، لإفريقيا والتي استمرت أربعة أيام، لم تعطي أي نتائج، مشيرا إلى أن فرنسا إذا أرادت أن تكون استراتيجيتها في افريقيا فعالة فيجب أن تصبح موضوعا حقيقيا للسياسة الداخلية.
وقال البرلماني ذاته في مقال نشرته الصحيفة الفرنسية “جون أفريك” إن جولة ماكرون الاخيرة أظهرت بشكل واضح مدى اتساع الفجوة بين أقوال الرئيس وأفعاله، مشيرا إلى خطاب ماكرون الذي ألقاه قبل خمس سنوات بواغاداغو والذي كان من المفترض أن يفتح صفحة جديدة بين إفريقيا وفرنسا، وخطابه الذي ألقاه من الإليزيه قبل جولته الأخيرة التي قادته إلى دول بإفريقيا.
وأشار السياسي ذاته إلى أن ماكرون خلال جولته لم يقم سوى بدعم علي بونغو، عشية الانتخابات الرئاسية بالغابون. وفي الكونغو برازافيل، ظهر مبتسمًا مع دينيس ساسو نغيسو، الرئيس العسكري الذي قضى ما يقرب من أربعين عامًا في السلطة. وسيقضي أخيرًا بضع ساعات في أنغولا، ثم يكمل رحلته في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
في كينشاسا، الذي لم يكتف بعدم القدرة على التنديد بوضوح بتمويل رواندا لميليشيا حركة 23 مارس التي تجتاح شمال كيفو ، رأى إيمانويل ماكرون أنه من المناسب إهانة فيليكس تشيسكيدي، رغم أنه أول رئيس من تناوب سلمي في بلاده. ثم غرق في خطاب استعماري جديد صدم بشدة محاوره، وكذلك جزء كبير من أكبر دولة ناطقة بالفرنسية في العالم، يضيف أوريلين تاشي.
وأوضح صاحب المقال أن هذه الجولة تأتي أيضًا في سياق فشل فرنسا فيه في استعادة السلام في منطقة الساحل، بعد تدخلها الكارثي في ليبيا، وحيث تطالبنا دول كبيرة مثل مالي وبوركينا فاسو بإغلاق ثكناتنا العسكرية.
وتساءل البرلماني ذاته قائلا: “إذن كيف يمكن أن نتفاجأ من انتشار النفوذ الروسي لسنوات في القارة الأفريقية، حيث تزداد المشاعر المعادية لفرنسا؟ وأن العديد من هذه الدول ترفض الانخراط معنا في دعم أوكرانيا؟
وقال أوريلين تاشي إن الأفارقة يرون بوضوح الاختلاف في المعاملة التي نقدمها في الترحيب باللاجئين من أوروبا الشرقية مقارنة باللاجئين من إفريقيا أو الشرق الأوسط.
وذكر البرلماني ما تحدث به رئيس جمهورية بنين ، باتريس تالون خلال مقابلة أجريت على إحدى القنوات الفرنسية الكبرى الأسبوع الماضي، حيث قال بوضوح: “بالنسبة لأفريقيا، الحاضر هو الصين. معتبرا ذلك “طريقة قاسية ولكنها عادلة لتذكيرنا أن الوثيرة التي تسير بها فرنسا في تعاملها مع بلدان إفريقيا سيجعل فرنسا في القريب العاجل في خطر وأنها شيء من الماضي.
وقال إن فرنسا لتجاوز مشاكلها مع القارة الإفريقية يجب أن تصبح سياسة فرنسا تجاه إفريقيا موضوعًا حقيقيًا للسياسة الداخلية. ويجب أن ينتهي الخطاب الذي يوصم أطفال هجرة ما بعد الاستعمار، وكذلك موضوع تجميد التأشيرة، الذي يعتبر إهانة لكثير من الأفارقة الذين يعشقون فرنسا، وبناء تعاون جديد، يبدأ من الشباب والأقاليم والمغتربين في بلداننا، على قدم المساواة.
يذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدأ بداية مارس الجاري جولة إلى عدد من الدول الأفريقية ترمي إلى عرض استراتيجيته بشأن القارة للسنوات الأربع المقبلة من أجل “تعميق الشراكة بين فرنسا وأوروبا والقارة الأفريقية”، وكذا “المسار الذي سيسلكه” في عهدته الثانية بحسب ما أفادت الرئاسة.
المصدر: العمق المغربي