“جوج وجوه” يتساءل عن المسؤول عن تفشي “التسول” والدراما قادرة على التغيير
تمكن المسلسل الدرامي الاجتماعي “جوج وجوه” الذي أشرفت هندة سقال على السيناريو الخاص به وأخرجه مراد الخودي من جذب 10 ملايين مشاهد في أولى حلقاته التي عُرضت على شاشة قناة “دوزيم” ضمن برمجتها الرمضانية.
وحققت حلقات المسلسل الأولى والثانية تفاعلا إيجابيا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي عكسته نسب المشاهدة العالية التي سجلها على منصة يوتيوب، وإشادات النشطاء الإلكترونيين الذين عبروا عن إعجابهم بتسليط صناع العمل على ظاهرة “التسول” التي بدأت تتفاقم في المغرب وتزعج المواطنين بمختلف شرائحهم الاجتماعية.
في هذا الحوار مع “العمق” يكشف المخرج المغربي مراد الخودي الذي كان ضمن خلية كتابة “جوج وجوه” عن الأسباب التي دفعتهم لاختيار ظاهرة “التسول” كتيمة رئيسية لمسلسله الرمضاني، والصعوبات التي واجهها في مرحلة الكتابة والتصوير وتأثير الفن في المجتمع ودوره في التغيير.
ما رأيك في الأصداء التي رافقت عرض الحلقتين الأولى والثانية لمسلسل “جوج وجوه؟
أنا سعيد جدا لأن المسلسل حقق 10 ملايين مشاهدة في أولى حلقاته، وهذا سيزيد من حمل المسؤولية الملقاة على عاتقنا، لكنني غير متخوف لأن “جوج وجوه” سيعرف خط تصاعدي من بدايته إلى نهايته، والحلقات القادمة ستكون أقوى وأعد الجمهور بذلك.
كيف جاءت فكرة إنتاج عمل درامي عن ظاهرة “التسول”؟
الفكرة هي لهندة سقال، هي من اقترحت علي فكرة القيام بعمل عن التسول من خلال قصة رجل ميسور الحال لكنه في نفس الوقت يقوم بذلك، بحثنا في الظاهرة بشكل كبير في شقها الاجتماعي والنفسي وقمنا بإضافة قصص موازية من أجل الخروج من دائرة المسلسلات المغربية العائلية النمطية، لقد قررنا الخروج للشارع والتقاط نبضه.
هل عاينتم قصص مشابهة لشخصيات المسلسل في أرض الواقع؟
أثناء اشتغالنا على العمل قمنا بجرد جميع حالات التسول في المغرب، وما تشاهدونه اليوم في المسلسل هي قصص من الواقع، هناك العديد من الناس الذين يعيشون بوجهين في المجتمع.
ما هي الصعوبات التي واجهتموها على مستوى الكتابة والتصوير الخارجي؟
التصوير الخارجي في المغرب يكون دائما صعبا، بحكم أن الجمهور غير معتاد على رؤية الكاميرا وليست لدينا آليات لضبطه، لكنني أجد متعتي في تحدي هذه الرهانات والعمل في الشارع والأحياء الشعبية.
على مستوى الكتابة، يمكنني أن أقول بأن مرحلة البحث عن المعلومة من أجل صنع شخصيات علمية وحقيقية قريبة من قلب المشاهد كانت واحدة من الصعوبات التي واجهناها.
ما هي الرسائل التي يريد مراد الخودي إرسالها من خلال “جوج وجوه”؟
الرسالة الرئيسية هي من المسؤول عن تفشي ظاهرة “التسول” بشكل كبير ومزعج في المغرب؟ لم نعد نعلم من هم الأشخاص الذين يحتاجون للمساعدة في الحقيقة، هل يتحمل ذلك المجتمع أم الدولة؟ أم جهات أخرى متخصصة من واجبها إيقاف هذه الظاهرة التي بدأت تلوث المناخ المغربي وتتفاقم، فقد بثنا نشاهد هجرة المتسولين للمغرب ويجب أن نجد حلولا لذلك.
هل يمكن أن يؤثر مسلسل “جوج وجوه” في الواقع ويكون سببا في حل ظاهرة “التسول”؟
بكل تأكيد، الدراما مؤثرة جدا في المجتمع، إذا لم يتحرك اليوم أي مسؤول فسيتحرك غذا، المسلسل سيبث طيلة شهر رمضان وارتسامات وتفاعل الجمهور معه سيدفع الجهات المسؤولة للتحرك.
ما رأيك في الانتقادات الموجهة للدراما الرمضانية؟ هل هي بناءة أم انتقاد من أجل الانتقاد؟
هناك نوعان، البعض ينتقد قبل أن ينطلق عرض الإنتاجات على الشاشات ويحكم من خلال لقطة أو إعلان على العمل وهذا أمر غير صحي، نحن في حاجة إلى الانتقاد البناء من أشخاص يمتلكون آليات النقد، وللأسف النقاد قليلون جدا في المغرب، وبما الحقيقيون منهم يفضلون الصمت، والأصعب هو أن من هب ودب أصبح يقوم بذلك بأي طريقة.
هل تشاهد الدراما الرمضانية المغربية والعربية؟
في الحقيقة أنا لا أتابع الإنتاجات الفنية خلال الشهر الفضيل، وإنما خارجه، أنا ملتهم للصورة بشكل كبير جدا فأينما كان هناك عمل كبير يستحق المشاهدة أقوم بمتابعته، لكن ليس خلال رمضان لأنه شهر ذو خصوصية بالنسبة لي.
المصدر: العمق المغربي