قضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة، بالبراءة لمتهم معروف بلقب “كيوي”، والذي توبع بتهم جنائية ثقيلة، والتي شملت الاختطاف والاحتجاز، والعنف، والسرقة.
وتعود فصول القضية إلى وقائع ترجع لسنة 2021، قبل أن يتم توقيف المتهم، الملقب بـ“كيوي”، خلال الأشهر الماضية، بعد سنوات من الاختفاء، في ظل برقيات بحث ظلت سارية في حقه. وبناءً على ملتمس من الوكيل العام للملك، جرى إحالة المعني بالأمر على قاضي التحقيق في منتصف أكتوبر 2025، عقب توقيفه بالقرب من منزل أسرته، حيث كشفت التحقيقات الأولية أنه كان يتوارى عن الأنظار تفادياً للمساءلة القضائية.
وخلال مرحلة البحث التمهيدي، استندت الضابطة القضائية إلى تصريحات مفصلة لمشتكيتين، أفادتا بتعرضهما لاعتداءات خطيرة داخل “براكة” توجد بمنطقة غابوية بأكزناية، الخاضعة للنفوذ الترابي للدرك الملكي. وأشارت المعطيات المتضمنة في المحاضر إلى أن إحدى المشتكيتين تعرضت للاختطاف على متن سيارة، قبل احتجازها، فيما أكدت الأخرى تعرضها لاعتداءات جنسية عنيفة تحت التهديد بالسلاح الأبيض.
كما ورد في محضر الإحالة الصادر عن قاضي التحقيق، والذي اطلعت “العمق” عليه، تسجيل واقعة اعتداء جسدي ومحاولة اغتصاب وسرقة هاتف نقال، انتهت بفرار إحدى الضحايا بمساعدة شخص صادف وجوده بعين المكان.
وتعززت روايات الضحايا بشهادة شاهد حضر جزءاً من الوقائع، حيث صرح بتعرضه بدوره للاعتداء، مؤكداً أنه عاين المتهم وهو يغادر البراكة ويعتدي على إحدى الضحيتين بعد رفضها الاستجابة لرغبته. كما تحدث عن أجواء من الخوف والرعب داخل الغابة، وعن محاولات فاشلة للتدخل بسبب التفوق الجسدي للمعتدين.
وزاد من تعقيد الملف تصريح شقيق المتهم، الذي أكد خلال التحقيق أن “كيوي” كان حاضراً أثناء الاعتداءات، وأن الضحيتين كانتا محتجزتين، معتبراً أن ما جرى لم يكن عرضياً، وهو ما اعتُبر حينها قرينة قوية على التورط.
ورغم أن قاضي التحقيق خلص إلى وجود قرائن كافية لإحالة المتهم على غرفة الجنايات في حالة اعتقال، فإن المحكمة، وبعد جلسات الاستماع والمواجهة، انتهت إلى الحكم ببراءته من جميع التهم المنسوبة إليه.
المصدر: العمق المغربي
