جمهور مهرجان طنجة يرتشف من “كاس المحبة”
قدم المخرج المغربي نوفل البراوي أول عرض وطني لشريطه السينمائي الطويل “كاس المحبة” في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته الـ23، حيث ينافس ضمن فئة أحسن فيلم روائي طويل إلى جانب مجموعة من الأعمال السينمائية المتميزة.
يحكي فيلم “كاس المحبة” على مدار 96 دقيقة قصة زوجين يقرران السفر رفقة صديقهما المشترك في رحلة نحو شمال المملكة حيث يقضيان بعض الوقت معا، وهناك تقودهما الذكريات إلى التوقف عند تجارب عاشها كل واحد منهما في ظل انخراطهم في العمل السياسي، فتسير الأحداث في منحى ينكشف فيه كيف أدى كل واحد من هؤلاء الأصدقاء ثمن حريته في سنوات الرصاص، وسط مزيج من الأحاسيس والمشاعر الإنسانية.
أشرف على كتابة سيناريو الشريط يوسف فاضل، وهو مقتبس من النص القصصي “يوم صعب” للكاتب المغربي أحمد الأشعري، أما بطولته فتضم طاقما من الممثلين أبرزهم: محمد خيي وثريا العلوي وعادل أبا تراب ومسعود بوحسين وإدريس كريمي، الشهير بـ “عمي إدريس”، وعبد العاطي لمباركي.
حظي العمل خلال فقرة مناقشته بحضور النقاد والصحافيين والمهتمين بالشأن السينمائي بإشادة واسعة وسط تصفيقات الحضور لتميز الممثل عادل أبا تراب، الذي أبان من خلال هذا الفيلم عن تمتعه بموهبة كبيرة وطاقة هائلة.
وعبر عادل أبا تراب عن سعادته بنيل العمل استحسان الجمهور خلال عرضه بقاعة سينما روكسي، مبرزا أنه كان يزاوج بين شخصيتين اشتغل عليهما بمعية المخرج بشكل جيد مع التركيز على البعد الإنساني للشخصية، وهذا ما حظي بإشادة واسعة.
من جهتها، قالت السينيفل المغربية شرافة شريف حوات إنها شاهدت في “كاس المحبة” فيلما مغربيا يحكي عن فترة عاشتها، هي فترة السبعينات التي أنتجت حولها أفلام ونوقشت دائما في إطار كيفية معالجة السينما المغربية مواضيع سنوات الرصاص وحقوق الإنسان بشكل عام، مضيفة أنه عمل رأت نفسها فيه ويمثلها شخصيا.
وقالت المتحدثة إن “المخرج يستحق التحية بكل موضوعية؛ لأنه عندما سيعرض شريطه في مهرجانات عربية ودولية، وسيشاهده أي مشاهد، سيكون مقتنعا بأنه مخرج سينمائي يمتلك الأدوات الفنية الإبداعية لصناعة فيلم”، مبرزة أنه “نجح بشكل كبير في اختيار الأبطال، خاصة عادل أبا تراب الذي كان هائلا وبرهن أنه يمتلك الأدوات الفنية التشخيصية؛ لأنه نقل عمق الدور ومعاناة الشخصية بكل صدق وفنية كممثل”.
ويعد “كاس المحبة” ثاني عمل روائي طويل للمخرج نوفل البراوي، بعد تجربته الأولى من خلال فيلم “يوم وليلة” وتقديمه مجموعة من الأفلام السينمائية القصيرة.
المصدر: هسبريس