اخبار المغرب

جمعيات أولياء التلاميذ تدعم إجراءات مواجهة “بوحمرون” وتحذر من سيناريو “كورونا”

حذرت الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأولياء التلاميذ بجهة الدار البيضاءسطات من إصرار الأسر المغربية على التهرب من الحملات التحسيسية التي تقوم بها السلطات المختصة لمكافحة الانتشار الواسع لداء الحصبة “بوحمرون”، مشددة على ضرورة الانخراط في هذه العملية الصحية لتفادي سيناريوهات فيروس كورونا الفتاك.

وسجلت الفيدرالية أن عدداً من الأسر بالعاصمة الاقتصادية رفضت تطعيم أبنائهم بأمصال مضادة لمرض “بوحمرون”، معتبرة أن هذا السلوك يؤكد غياب الوعي الجماعي في ظل الانتشار السريع للمرض، الأمر الذي دفع السلطات الحكومية إلى إغلاق المؤسسات التعليمية في مناطق عدة بالمملكة المغربية.

وناشدت الهيئة المكلفة بشؤون التلاميذ في مدينة الدار البيضاء الأسر المغربية بضرورة الانخراط في هذه الحملة الصحية، مطالبة بالتخلي عن الروايات والتأويلات التي رافقت عملية التلقيح ضد فيروس كوفيد 19، على اعتبار أن داء الحصبة يصيب بدرجة كبيرة الأطفال الصغار.

وقال محمد تامر، رئيس الفرع الجهوي لجهة الدار البيضاءسطات للفيدرالية الوطنية لجمعيات الأمهات والآباء والأولياء، إنه “سجلنا خلال حملة التلقيح التي أطلقتها الحكومة لمكافحة انتشار مرض “بوحمرون” في صفوف التلاميذ، أن أغلب الأسر المغربية تتهرب من الانخراط في هذه العملية الوقائية، وهذا من بين الأسباب الحقيقية وراء تزايد حالات العدوى، خاصة وأن الأطباء يؤكدون أن هذا المرض معدٍ بشكل كبير وسريع”.

وأضاف تامر، في تصريح لجريدة “”، أن “تهرب الأسر من عمليات الاستفادة من تلقيح أبنائهم مجاناً خوفاً من انتشار المرض يدخل في إطار غياب الوعي الجماعي في ظل تكاثر المصابين على المستوى الوطني، وهو ما دفعنا نحن كفيدرالية وطنية لجمعيات آباء وأولياء التلاميذ إلى الخروج من أجل تحذير هذه الأسر وحثها على تلقي التلقيحات المضادة”.

وتابع المتحدث نفسه: “لا نريد تكرار انتكاسة وباء كورونا الفتاك الذي أودى بحياة الآلاف من المغاربة، ولهذا على جميع الأسر الانخراط في هذه العملية الوقائية من أجل محاربة انتشار مرض بوحمرون”، مشيراً إلى أن “الإشكال الحاصل هو أن هذا المرض يمس بشكل كبير شريحة الأطفال، وهو ما يستدعي تطعيمهم بأمصال مضادة لداء الحصبة”.

إقرأ أيضا: انتشار “بوحمرون” يستنفر وزارتي الصحة والتعليم لمراقبة واستكمال تلقيح التلاميذ

وأفاد نائب رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات الأمهات والآباء والأولياء أن “المؤسسة التعليمية هي بيئة تجمعية تساعد على انتشار المرض بسرعة، لذلك اتخذت السلطات المختصة قرارات من شأنها أن تحد من توسع بؤرة بوحمرون”، مؤكداً أن “حسب الأطباء الذين يشرفون على هذه الحملات التحسيسية، يمكن لشخص مصاب أن يؤذي أكثر من 18 شخصاً، وهنا تكمن خطورة هذا المرض”.

وزاد: “سيتم تنزيل إجراءات احترازية مكثفة بتنسيق بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية للحد من خطورة هذا المرض، وقد تصل إلى حد إبعاد التلاميذ المصابين من الحجرات الدراسية إلى حين تماثلهم للشفاء”.

وشدد تامر على أنه “نريد فقط مشاركة جميع الأسر المغربية في عملية التطعيم ضد بوحمرون، حيث الخطورة تقترب عندما ترفض الأسر تلقيح أبنائها”، مستدلاً بمثل مغربي قديم يقول: “متسولنيش على ولادي حتى يفوت بوحمرون”.

وطالب محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في دورية وزارية، لمديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والمديرين الإقليميين، بالمزيد من “التنسيق مع المصالح المعنية بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية من أجل وضع الترتيبات اللازمة وتنظيم عملية مراقبة واستكمال التلقيح لفائدة التلميذات والتلاميذ ضد داء الحصبة بالمؤسسات التعليمية، وذلك ابتداءً من يوم الاثنين 03 فبراير 2025”.

وشدد المسؤول الحكومي على ضرورة “استبعاد من المؤسسة التعليمية جميع التلميذات والتلاميذ الذين امتنع آباؤهم عن تلقيحهم، في حالة ظهور حالات المرض فيها، وذلك لحمايتهم من هذا المرض المعدي”، مؤكداً على ضرورة “إغلاق المؤسسات التعليمية التي تشكل بؤراً وبائية، تطبيقاً للإجراءات الاحترازية، وذلك بتوصيات من المصالح المعنية بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية الموكول إليها مهمة تقدير درجة خطورة الحالة واستعجالها”.

وطالب أيضاً باستبعاد التلميذات والتلاميذ المصابين من المؤسسة التعليمية كإجراء ضروري، بناءً على نتائج الفحوصات الطبية، وإخبار جمعية أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ، وكذا التواصل بكل الوسائل المتاحة مع الأمهات والآباء وأولياء الأمور وإخبارهم بحالة أبنائهم، وحثهم على الالتزام ببقاء الطفل المصاب بالمرض في المنزل حتى انتهاء فترة العلاج وثبوت شفائه كلياً.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *