شهدت مدينة تيزنيت خلال الأيام القليلة الماضية جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بخصوص فريقها الصاعد إلى القسم الثاني من البطولة الاحترافية، “الاتحاد الرياضي أمل تيزنيت”، وذلك إثر إقدام إدارة النادي على تغيير هويته البصرية وشعاره القديم، الذي كان يحمل تصميم “تازرزيت” كإشارة إلى أن مدينة تيزنيت هي “عاصمة الفضة”.
لكن بعد مرور شهرين ونصف على تحقيق الفريق صعوده إلى الأقسام الاحترافية، في إنجاز تاريخي أنهى 37 سنة قضاها في الأقسام السفلية، أقدمت الإدارة على تغيير الشعار القديم بشعار جديد، في إعلان رسمي جاء فيه: “شعار جديد، نفس الروح، طموحات أكبر”، مقدمةً لجماهيرها الشعار الجديد بفخر: “نقدم لكم بكل فخر الهوية البصرية لفريقنا الجديد أمل تيزنيت، شعار مستوحى من تاريخ المدينة العريقة، ورؤية مستقبلية نحو الاحتراف والتألق”.
وأضافت الإدارة، من خلال إعلانها الرسمي، أن “التغيير ليس فقط في الشكل، بل في الروح والتوجه، بصمة جديدة تعبر عن العزيمة والانتماء والاستمرار في كتابة المجد”، واختتمت بعبارة: “منذ 1948 والمسيرة مستمرة”.
وعبرت جماهير الفريق عن انزعاجها وغضبها من هذا التغيير، محاولة في الوقت ذاته الحصول على توضيحات من أعضاء النادي حول أسباب هذا القرار، ومعبرة عن غضبها واستيائها من عدم إشراك الجماهير في قرارات النادي. وقد عبّر عن هذا الاستياء الفصيل المساند للفريق “الريزينغ”، في بيان استنكر فيه العملية التي قامت بها إدارة النادي، قائلاً: “طمس الهوية الأمازيغية فيما سموه تحديثًا للهوية البصرية للفريق، هو عدٌّ تنازلي في مسار التواصل مع الجمهور وإرادته”.
وأشار البيان إلى أن المسؤولية يتحملها المكتب السابق ومسيرو الشركة الحاليون، قائلًا: “المكتب السابق للفريق (فؤاد المودني ومكتبه) ومسيرو الشركة الحاليون مسؤولون أمام الجمهور عن أي إخفاق أو نجاح، ولا يُقبل تبرير الأخطاء كتغيير هوية الفريق بتدخل أطراف أخرى”.
وعبّر الفصيل، في بيانه، بلغة حازمة، أن البديل لعدم الاستجابة لرغبة الجمهور قد يكون مقاطعة مباريات الفريق ومنتجاته، بل وحتى مقاطعة جميع منتجات الشركة، قائلاً: “وبعد هذه النقاط، يقرر الفصيل أن المسار التصاعدي في حال عدم الاستجابة لرغبة الجماهير سيكون على أشده، وأن مقاطعة المباريات ومنتجات الفريق، وحتى مقاطعة جميع منتجات الشركة المعنية بالقرار الانفرادي، ستكون حلولًا بديلة”.
وخلال حديثه لجريدة “” حول مسألة تغيير شعار الفريق، صرح الصحافي الرياضي الطاهر أقديم بأن هذه الخطوة يمكن تقبلها في حال كان الهدف منها التطوير والتجديد، شرط أن يكون التغيير وفق معايير تحترم الهوية والتاريخ، قائلاً: “يُعد تغيير شعار فريق أمل تيزنيت خطوة يمكن تفهمها في إطار التطوير والتجديد، لكن ينبغي أن يتم هذا التغيير بحذر ووفق معايير تحترم هوية المدينة وتاريخ الفريق”.
وأكمل في حديثه عن الشعار القديم، مؤكدًا أن محاولة تغييره يجب أن تأخذ بعين الاعتبار البُعد الرمزي والثقافي: “الشعار القديم لم يكن مجرد رسم، بل كان رمزًا لانتماء جماعي ومرآة لذاكرة رياضية مشتركة، لذلك فإن أي محاولة لتغييره يجب أن تراعي هذا البُعد الرمزي والثقافي”.
ويرى المتحدث ذاته أن التغيير البسيط في الشعار لا بأس به، بدلًا من تغييره كليًا، مشيرًا إلى أن ذلك يُبقي على الرابط بين الجمهور وتاريخ فريقه، قائلاً: “من الأفضل، في نظري، القيام بتحديث بسيط على الشعار القديم بدل تغييره كليًا، حتى لا يشعر الجمهور بقطيعة مع ماضيه. فالتطوير لا يعني طمس الهوية، بل تحسينها بما يتلاءم مع الحاضر دون التخلي عن الجذور”.
وختم الصحافي الرياضي تصريحه، متحدثًا عن أهمية إشراك الجمهور في قرارات الفريق: “الجمهور جزء أساسي من الكيان الرياضي، ومن حقه أن يكون له رأي فيما يمس هوية الفريق”.
المصدر: العمق المغربي