قال محمد الشيخ بيد الله، الوزير السابق والأمين العام الأسبق لحزب الأصالة والمعاصرة، إن “قرار مجلس الأمن رقم 2797 هو نتاج تبدل موازين القوة لصالح المملكة المغربية، وهو أيضًا نتاج دبلوماسية ملكية هادئة ومسترسلة”، مضيفًا: “جلالة الملك محمد السادس زار 30 دولة إفريقية وزار دول أمريكا اللاتينية، ونتائج هذه الزيارات جعلت القرار يكون في صالح المغرب”.

وسجّل بيد الله، في مداخلة له خلال مائدة مستديرة تحت عنوان “الصحراء المغربية، تعزيز السيادة وخيار الحكم الذاتي في ضوء القرار 2797″، احتضنها معهد الدراسات العليا للتدبير أمس الأربعاء، بشراكة مع المنتدى المغربي للصحفيين الشباب، أن “المغرب شهد بعد حدث المسيرة الخضراء مسيرات أخرى مستمرة، ما جعله في موضع هائل وأثبت دوره في صناعة الاستقرار والأمن، وهي أصعب صناعة”.

وزاد الوزير السابق في حكومة إدريس جطو أن “العالم يعيش تحولات عميقة، منها الحروب، مثل الحرب في أوكرانيا وفلسطين، والضعف التدريجي لأوروبا لصالح بروز الصين كقوة عالمية جعلت ميزان القوى العالمي يبتعد عن الغرب”.

وعاد الرئيس السابق لمجلس المستشارين ليؤكد أن “المغرب شهد أيضًا مسيرة حقوق الإنسان وحقوق المرأة، وإقرار دستور 2011، وغيرها من المحطات التي تموقع بلادنا على الصعيد الدولي؛ ثم مسيرة الصناعة، فنحن نصنع اليوم سيارات وطائرات، ولا توجد طائرة في السماء لا يوجد بها مكوّن يُصنع في المغرب، وهذا أمر مهم يجب أن نكون واعين بأهميته، وأيضًا مسيرة محاربة الهشاشة، بدءًا من سنة 2005 من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والآن مشروع الدولة الاجتماعية”.

وأشار المتحدث ذاته أيضًا إلى “مسيرة تنمية الأقاليم الصحراوية، لأن إسبانيا ‘ما دارت والو للصحراء’، فالعيون مثلاً كانت عبارة عن سكن صفيح، أما الآن فالأمور تغيرت بصفة جذرية على صعيد البنية التحتية، آخرها الطريق بين تيزنيت والداخلة، والمطارات في السمارة والعيون والداخلة”، مضيفًا: “هذه مسيرة مهمة تضمن استمرارية النتيجة التي حققتها المسيرة الخضراء”.

وأكد بيد الله أن “سكان الصحراء يشعرون بأنهم مغاربة بالمائة في المائة، بل إن أجدادهم دافعوا عن المغرب سنة 1956 في جيش التحرير، وعن الوحدة الترابية، بل وشاركوا مع عبد الكريم الخطابي”، مشيرًا إلى أن “نسبة مشاركة الأقاليم الجنوبية في الانتخابات أكثر من 80 في المائة، وهي النسبة الأعلى على الصعيد الوطني”، وتساءل: “من هو الصحراوي؟”، قبل أن يجيب: “هو الذي أحيى الصحراء، وعاش فيها ويصنع فيها ويُنتج فيها، والآن فيها سكان آخرون: سكان المغرب الجديد”.

واعتبر الرئيس السابق لمجلس المستشارين أن “قرار مجلس الأمن الأخير قرار صائب توّج جهودا دبلوماسية ملكية مغربية هادئة، مطمئنة، وموثوقًا بها وذات جدية أيضًا، وبالتالي نصفق لهذا القرار، لكن يجب أن نستمر في العمل ونكون حازمين”.

المصدر: هسبريس

شاركها.