قررت محكمة الجنايات الاستئنافية بمدينة كريتاي الفرنسية، تأجيل النطق بالحكم في قضية اتهام سعد لمجرد باغتصاب شابة فرنسية إلى أجل غير مسمى، وذلك بعد أن كان من المقرر أن تصدر قرارها يوم الجمعة 6 يونيو الجاري.
ويأتي هذا التطور المفاجئ، بسبب تقديم دفاع سعد لمجرد لأدلة جديدة حول تعرض نجم البوب المغربي لمحاولة “ابتزاز” مقابل تراجع المدعية الفرنسية لورا بريول عن اتهامها له بالاغتصاب.
وحسب بيان صادر عن إدارة أعمال سعد لمجرد توصلت “العمق” بنسخة منه، فإن أطرافا مقربة من المشتكية لورا تواصلوا مع سعد لمجرد بطريقة مباشرة وغير مباشرة في أواخر 2024 وعرضوا عليه تسوية مالية بقيمة ثلاثة ملايين يورو مقابل تراجع الأخيرة عن أقوالها في المحكمة.
ووفق ذات المصدر، فإن سعد لمجرد يعتزم التقدم بشكوى رسمية أمام الجهات الفرنسية المختصة، نظرا “لخطورة هذه الوقائع التي قد تشكل جريمة محاولة ابتزاز ضمن عصابة منظمة”.
وأمام هذه المستجدات قررت محكمة الجنايات الاستئنافية بمدينة كريتاي تأجيل النظر في القضية وفتح تحقيق قضائي مستقل للوقوف على خلفية التسوية المزعومة.
وانطلقت، أمس الإثنين، بفرنسا، أولى جلسات استئناف الحكم الصادر في حق سعد لمجرد عام 2023 والذي قضى بسجنه ست سنوات في قضية اتهامه باغتصاب فتاة فرنسية.
وحسب وسائل إعلام فرنسية، فإن سعد لمجرد حضر إلى محكمة الجنايات الاستئنافية بمدينة كريتاي الفرنسية وهو يرتدي قميصا باللون الأخضر الباستيل ويضع ضمادة طبية على أدنه اليمنى، رفقة والدته نزهة الركراكي ووالده البشير عبدو وزوجته غيثة الكلاعي، فيما حضرت المشتكية لورا بريول برفقة والدتها.
وعقدت أولى جلسات محكمة الاستئناف في قاعة مغلقة أمام الجمهور ووسائل الإعلام بطلب من هيئة الدفاع المدني.
وكان من المرتقب أن يصدر الحكم النهائي في قضية سعد لمجرد يوم الجمعة 6 يونيو الجاري بعد الاستماع إلى كافة الأطراف ودراسة الأدلة الجديدة التي تقدم بها دفاع نجم البوب المغربي الذي شغلت قضيته الرأي العام الوطني والدولي على مدار 9 سنوات.
وكانت محكمة الجنايات بباريس، قد قضت في فبراير 2023، بسجن المغني المغربي سعد لمجرد لمدة 6 سنوات على خلفية قضية اتهامه باغتصاب شابة فرنسية وتعريضها للعنف عام 2016 بأحد فنادق العاصمة الفرنسية.
وحسب وسائل إعلام فرنسية، فإن رئيس الجلسة أعلن خلال قرائته لنص القرار، أن المحكمة وهيئة المحلفين اقتنعوا بالطابع الإجباري للاغتصاب، مشيرا إلى أن أقوال الشابة لورا لم تختلف، ومتوافقة مع مجموعة من الأدلة.
وحسب نص الحكم، فإن عدم وجود الحمض النووي للمجرد على الشابة لا يعني بأن الاغتصاب لم يحصل.
وتابع ذات المصدر، بأن المحكمة اتخذت قرارها بناء على شهادة موظفي الفندف، الرسالة التي تركتها لورا لصديقتها يوم الحادث والتي تحدثت فيه عن تعرضها للضرب والاغتصاب، إضافة إلى تمزق قميصها وشهادة الخبراء النفسيين الذي أكدوا سلامتها العقلية.
كما اتخذت المحكمة بعين الاعتبار تبعا لنص الحكم، فارق السن بين الطرفين، معتبرة بأن لمجرد كان على علم بما يفعله، كما أنه يصر على إنكار الحقائق.
واستمعت المحكمة، خلال جلستها لنجم البوب المغربي لآخر مرة، حيث تشبث برفض اتهامه بالاغتصاب، قائلا: “لقد أخبرتكم بالحقيقة من أعماق قلبي، لم أفعل ما أتُهمت به، لم أخترق السيدة لورا”.جولات سياحية في المغرب
يشار إلى أن المدعي العام الفرنسي، طالب بمعاقبة الفنان المغربي سعد لمجرد بالسجن لمدة 7 سنوات على خلفية اتهامه في قضية اغتصاب وتعنيف فتاة فرنسية في أحد فنادق العاصمة باريس.
ودعا المدعي العام، خلال كلمته في رابع جلسات محاكمة سعد لمجرد، لمنع نجم البوب المغربي من دخول الأراضي الفرنسية لمدة 5 سنوات.
يذكر أن سعد لمجرد الذي أعتقل في الـ26 من أكتوبر 2016 ظل خلف القضبان إلى غاية أبريل 2017، حين وافق القضاء الفرنسي على منحه إطلاق سراح مشروطا بوضعه سوارا إلكترونيا، تم بعد ذلك إزالته في أكتوبر 2017 من أجل التمكن من التحرك بحرية والعودة لمزاولة أنشطته الفنية.جولات سياحية في المغرب.
المصدر: العمق المغربي