تيار ولد الرشيد يفرض تقاسم اللجان لتجاوز خلافات محطة مؤتمر حزب الاستقلال

تدخل قيادات حزب الاستقلال معترك التحضير للمؤتمر الثامن عشر في أجواء محتدمة بين من يؤيد مبدأ التوافق والانسجام لتخطي المرحلة الصعبة واللا قانونية التي يعيشها التنظيم، وبين من يعارض مبدأ التعيينات لتكريس الديمقراطية الداخلية التي تنبني عليها التنظيمات السياسية التقليدية بالمغرب.
وفي هذا الصدد تلتئم اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، يوم غد الأحد، بالمقر العام للحزب بالرباط لاختيار رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني، وتسمية عضو اللجنة التنفيذية الذي سيتولى قيادة المؤتمر الثامن عشر، في ظل صراعات قوية بين التيار الذي يقوده حمدي ولد الرشيد والتيار الذي يتزعمه نزار بركة الأمين العام للحزب.
ونفى مصدر مقرب من تيار ولد الرشيد بشكل قاطع أن يكون اسم النعم ميارة ضمن المرشحين لرئاسة اللجنة التحضيرية، مشيرا إلى أن “كل الأسماء المتداولة إعلاميا تندرج في إطار التسويق الإعلامي في محاولة لخلق نوع من الصراعات التي لا تخدم المصالح العليا للحزب ووحدته”.
وفي رده على سؤال حول الاسم الذي سيقود تحضيرات المؤتمر، أوضح المصدر ذاته، الذي آثر عدم ذكر اسمه، أن “اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب سيحسم في الأمر يوم غد، إما بالاتفاق على اسم واحد يترأس اللجنة، أو يترك المجال للجنة التحضيرية لاختيار رئيسها”، لافتا إلى أنه “في حال الإخفاق في تحقيق هذين المسارين، فإن الفيصل سيكون باللجوء إلى المجلس الوطني للحسم في الموضوع عبر الاحتكام إلى الديمقراطية من بوابة صناديق الاقتراع”.
وبالنسبة للاسم الذي سيقود المؤتمر الـ18 المزمع عقده نهاية شهر أبريل القادم، قال المصدر ذاته إن “حزب الاستقلال حزب تنظمه القوانين، ولا يحق للجنة التنفيذية اختيار اسم يقود المؤتمر دون العودة إلى أعضاء المجلس الوطني الذي يعد برلمان الحزب، وهو الذي سيحدد ويختار الشخصية المناسبة التي ستسند لها رئاسة المؤتمر الوطني والعبور به إلى بر الأمان”، مشيرا إلى أن “الخطوة المزمع اتخاذها يوم غد تروم التكريس للإجماع والتوافق من خلال تقديم مرشح وحيد لرئاسة اللجنة، يحظى بدعم وثقة التيارين المتنافسين بغية تجنيب الحزب الخوض في استقطابات هو في حاجة ماسة لتلافيها”.
وختم حديثه لهسبريس بالتأكيد على أن “رئاسة اللجنة التحضيرية هي مرحلة أولى لها أهمية بالغة في رسم ملامح التوجه العام لسير المؤتمر، بيد أن رئاسة المؤتمر وانتخاب أعضاء المجلس الوطني في نسخته الجديدة هي العملية الحاسمة في انتخاب القيادة المرتقبة لحزب الاستقلال”.
وفي السياق ذاته ذكرت مصادر هسبريس أن من بين السيناريوهات المطروحة لرسم خريطة التوافق والقطع مع الخلافات البينية أن تؤول اللجنة التحضيرية إلى أحد التيارين مقابل التنازل عن رئاسة المؤتمر للتيار الآخر من أجل تحقيق نوع من التوازن يكرس وحدة الحزب وفق منطق لا غالب ولا مغلوب.
ويأتي توصل الحزب إلى هذه المحطة بعد سلسلة من الاجتماعات الساخنة في أماكن مختلفة بالعاصمة الرباط، كانت من بينها إقامة الأمين العام، التي شهدت محاولة فرض تيار ولد الرشيد جملة من الشروط على بركة قبل أن يتم التوافق بشأنها في نهاية المطاف.
حري بالذكر أن الإخوة الأعداء اتفقوا على عقد دورة المجلس الوطني للحزب يوم 2 مارس المقبل من أجل اختيار أعضاء اللجنة التحضيرية، وتحديد الموعد الرسمي لتنظيم المؤتمر الوطني شهر أبريل القادم.
المصدر: هسبريس