أصدرت السلطات المحلية بمدينة مراكش قراراً يقضي بالتوقيف المؤقت لنشاط عربات المأكولات الشهيرة بساحة جامع الفنا لمدة أسبوع كامل.

ويأتي هذا القرار، الذي وصف بـ”الضروري”، في خضم ذروة الموسم السياحي الذي تشهده المدينة، بهدف إفساح المجال أمام تسريع وتيرة أشغال التهيئة والتنظيم الجارية بالساحة العالمية ومحيطها.

وخلّف القرار مشهداً غير مألوف في القلب النابض للمدينة الحمراء، حيث خلت الساحة من عرباتها المضاءة وروائح الطواجن والمشاوي التي اعتاد الزوار على الاستمتاع بها كل مساء.

وبدلاً من الحشود المتجمعة حول طاولات الأكل، تحولت المساحة المخصصة للباعة إلى ورشة عمل مفتوحة، تعج بالعمال والآليات، في مؤشر على حجم الأشغال الهادفة إلى إعادة تأهيل هذا الفضاء الرمزي.

وأوضحت مصادر مسؤولة أن القرار جاء كإجراء استعجالي وضروري لتسهيل عمل فرق التهيئة، بعد أن أدى تداخل الأشغال مع النشاط التجاري اليومي إلى عرقلة السير وخلق حالة من الفوضى، مما استدعى تدخلاً حاسماً لضمان سلامة الزوار وإتمام المشروع في أفضل الظروف.

وتراهن السلطات على أن هذا التوقف القصير سيمكن من تسريع وتيرة الإنجاز لتقديم الساحة بحلة جديدة تليق بمكانتها السياحية والتراثية.

وفي تعليقه على القرار، اعتبر حميد، وهو فاعل جمعوي بالمدينة، أن الخطوة “مؤلمة لكنها ضرورية”، مضيفا في تصريح لجريدة”العمق” أن “الساحة كانت تعيش فوضى حقيقية بسبب تداخل الأشغال مع حركة الباعة والزوار. هذا التوقف المؤقت، رغم تأثيره، هو حل منطقي لتنظيم الأمور وإعادة الصورة اللائقة بالساحة.”

من جهتهم، عبر عدد من أصحاب عربات المأكولات عن تفهمهم للقرار رغم تأثيره الاقتصادي المباشر، حيث يقول أحد الباعة المشهورين بالساحة: “القرار غادي يأثر علينا اقتصادياً، وحتى على الحركة السياحية فهاد الأسبوع، ولكن ما عندنا مانديرو، مادام فصالحنا على المدى الطويل”.

وأضاف في تصريح للجريدة أن السلطات تواصلت معهم بشكل واضح، مؤكدةً على أن التوقف مؤقت، وهو ما ساهم في تقبلهم للأمر “لأن الساحة هي مورد رزقنا، ومن مصلحتنا أن تكون في أفضل حال”.

وتؤكد السلطات المحلية أن النشاط سيعود إلى طبيعته بعد انقضاء مدة الأسبوع، مع تشديد الرقابة على معايير النظافة والسلامة الصحية وتنظيم الفضاء.

وإلى حين عودة نكهات جامع الفنا الشهيرة، لا تزال الساحة تستقطب زوارها بحلقات الحكواتيين والموسيقيين ومروضي الأفاعي، الذين يواصلون إحياء لياليها، في انتظار اكتمال المشهد بعودة أصحاب “العربات” ومأكولاتهم الشعبية.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.