اخبار المغرب

توصيات لقاء بأكاديمية المملكة لإعادة الإعمار

أكد المشاركون في اليوم الدراسي الذي نظمته أكاديمية المملكة المغربية حول “التفكير في آفاق الكرامة لما بعد الزلزال”، السبت الماضي، على “أهمية المعارف التقنية لعلوم الهندسة والجيولوجيا، إلى جانب تلك المتعلقة بعلوم الآثار والأنثروبولوجيا والتاريخ وعلم الاجتماع وكافة العلوم الاجتماعية الأخرى، قصد ضمان إعادة إعمار تحترم كرامة تلك المناطق وانتظارات ساكنتها”.

وخلص المشاركون في اليوم الدراسي إلى مجموعة من التوصيات، وشددوا على أن “البرامج البحثية المستقبلية يجب أن تعمل على توثيق الحركات الجيولوجية الكبرى مثل الزلزال وكذا الأنظمة المناخية الجديدة في سياق التغيرات المناخية المتسارعة لتمكين كل الأطراف من اتخاذ التدابير اللازمة استعداداً للمخاطر المستقبلية، لا سيما أثناء ترميم المناطق الهشة”، موضحين أن “هذه البرامج البحثية تعتبر السكن كظاهرة عيش تشمل القضايا البيئية والاقتصادية والثقافية صيانة لكرامة الساكنة المتضررة”.

وأشار اليوم الدراسي إلى أن “هذه البرامج ستعتمد على الكمية الكبيرة من البيانات المتراكمة حول هذه المناطق على مدى عقود مضت قصد تطوير منهجيات متعددة تتراوح بين استخدام أدوات التحليل الآلية بواسطة القوى الحاسوبية الجديدة للخوارزميات والاستماع بكل اهتمام إلى الناجين والوقوف على وجهة نظرهم بخصوص تعايشهم مع المخاطر المحتملة”، منبها إلى أن “زمن إرساء وتنفيذ هذه البرامج يتراوح بدوره ما بين الاستعجال ضمن الطوارئ وإنجاز الإصلاحات على مدى زمني طويل ضمن آفاق مستقبلية واعدة”.

وتضمنت التوصيات التأكيد على أن “هذه البرامج البحثية تشمل تخصصات عدة بغرض حشد المعارف والممارسات العلمية القادرة على فهم التعقيدات الترابية للحواضر المحلية المتأثرة بشدة (بدءا بحظائر الأغنام والقرى والحواضر الصغيرة والمدن الكبرى)، بما يتيح إمكانية رسم خرائط لكل جوانب الحياة اليومية للساكنة هناك”.

وورد ضمن التوصيات أن “هذه البرامج ينبغي أن تكون متسقة والمبادئ الأخلاقية لعلم يتيسر لكافة الأطراف الولوج إليه، بمعنى أنه قابل للفهم والاستيعاب من لدن كل الأفراد المعنيين”، مع ضرورة “تقاسم المعارف العلمية بين الجميع على نحو تتمكن معه الساكنة من المساهمة في هذه البرامج وتوجيهها إن اقتضى الأمر”.

وقال المشاركون في اليوم الدراسي إن “من بين أكثر المبادرات رمزية تبني النهج الإثنوأثري لكونه يتيح الربط بين مختلف مجالات المعرفة وتراكم معلومات وخبرات لدى الساكنة (من قبيل فنون البناء والزراعة والإنتاج) المتواجدة في المناطق المعرضة لخطر الزلزال، وبلورة ديناميات للابتكار متكيفة مع المخاطر مثل تلك التي تجمع في البناء ما بين الخشب والطين والحجر”.

وشددت أكاديمية المملكة المغربية على “الضرورة الملحة للحفاظ على موقع تينمل الأثري باعتباره أحد المعالم التاريخية الوطنية ورمز الذاكرة المحلية”، مؤكدة التزامها بدعم فريق المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب (التابع لأكاديمية المملكة)، والاتفاق مع فريق البحث الخاص بالتنقيب الأثري للعصر الوسيط (المعهد الوطني لعلم الآثار والتراث والمعهد الوطني للبحث الأثري الاستباقي لجامعة السوربون وجامعة شعيب الدكالي) المنخرطة في هذا العمل الميداني.

وعبّرت أكاديمية المملكة المغربية عن “استعدادها للإسهام في التنفيذ الفعلي للمشروع المذكور، الرامي إلى صيانة هذا الموقع التاريخي المشترك بكل مكوناته المادية واللامادية”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *