اخبار المغرب

توتر الأجواء يخيم على عودة غوفرين .. هذه مآلات العلاقات المغربية الإسرائيلية

لم تمض أربعة أشهر على تعيينه رئيسا لمكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط حتى أعلن شاي كوهين نهاية مهامه. في المقابل، أعلن دافيد غوفرين عودته إلى منصبه بعد توقيفه لأشهر بتهمتي “التحرش الجنسي” و”اختلاس أموال”.

وقال غوفرين في تدوينة له على “تويتر”: “إن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل. ‏أنا جد سعيد بالعودة إلى بلدي الثاني المغرب الغالي لإتمام مهامي النبيلة التي تسعى لتقوية وتثمين الروابط بين الدولتين”.

وفي هذا الإطار، قال حسن بلوان، أستاذ باحث في العلاقات الدولية، إن “مغادرة شاي كوهين منصبه رئيسا لمكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط كانت متوقعة، على اعتبار أن مهمته كانت مؤقتة ورهينة برجوع السفير ديفيد غوفرين”.

وأضاف بلوان في تصريح لهسبريس: “قبل شهر من الآن، كان كوهين قد أعلن من مدينة سلا أن غوفرين سيعود إلى الرباط مطلع يوليوز، وبالتالي قرب انتهاء مهامه المؤقتة كممثل لإسرائيل في الرباط”.

سياق متسم بالتوتر

وتحدث الباحث المغربي عن السياق الذي غادر فيه كوهين منصبه بالرباط، قائلا إنه “سياق يتسم بالتوتر الذي تشهده الأراضي الفلسطينية، وتوالي الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى ومدن الضفة الغربية والاجتياح الأخير لمدينة جنين”، مشيرا إلى أن استفزازات اليمين المتطرف الإسرائيلي المشارك في الحكومة شكلت موضوع إدانات مغربية متكررة.

وقال بلوان: “رغم توتر الأجواء المصاحبة لانتهاء مهام كوهين وعودة السفير غوفرين على رأس مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، فالعلاقات المغربية الإسرائيلية تتطور باستمرار بالنظر إلى حجم التعاون العسكري والاقتصادي والثقافي بين الجانبين، وكذلك للدور الفعال الذي يلعبه اليهود المغاربة في هذه الدينامية التي تخدم مصالح الطرفين”.

وأضاف أن “المغرب ما زال يتعاطى بشكل إيجابي مع الاتفاق الثلاثي الموقع في دجنبر 2020 ويلتزم بتعهداته الدبلوماسية والسياسية في إطار من الموازنة بين تطوير العلاقات الشاملة مع إسرائيل وفي الوقت نفسه الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”.

وزاد معلقا: “أعتقد أن المملكة وفقت إلى حد كبير في ذلك، وهذا ما يستوجب على باقي أطراف الاتفاق الثلاثي الوفاء بباقي الالتزامات، خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية باعتبارها قضية تحظى بالقدسية في السياسة الداخلية والخارجية للمغرب والمغاربة”.

أهمية استراتيجية

من جانبه، قال عبد الفتاح الفاتيحي، مدير مركز الصحراء إفريقيا للدراسات الاستراتيجية، إنه نظرا “للأهمية الجيواستراتيجية للمغرب بالنسبة لإسرائيل، لا تنفك هذه الأخيرة تعمل على تطوير علاقاتها الدبلوماسية إلى أرفع مستوى لها وبالقدر الذي يجعلها نموذجا يحتذى به”.

وأضاف الفاتيحي ضمن تصريح لهسبريس: “لذلك، تحرص إسرائيل على تطويع جهازها الدبلوماسي في أفق أن تفتتح سفارة رسمية لها، وعليها تدقيق ترتيبات مكتبها بالرباط لينسجم مع هذا الرهان الذي تجعله إحدى أبرز أولوياتها اليوم”.

وتابع قائلا: “رغم أن فتح سفارة لها بالرباط وتنشيط عملها الدبلوماسي مع المغرب يعد هدفا في حد ذاته، إلا أن ذلك أيضا يشي بنمو حزمة المشاريع المبرمجة بين البلدين التي من شأنها أن تعمق العلاقات بينهما وفقا بمبادئ الاتفاق الثلاثي الموقع بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل”.

وختم الفاتيحي بأنه “على قدر هذا النمو في العلاقات الثنائية، تفرض مقابلتها بتطور في العلاقات الدبلوماسية، حيث يعتبر المغرب شريكا موثوقا فيه لقيادة وساطة تنهي النزاع الفلسطيني الإسرائيلي”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *