اخبار المغرب

تنصيب رئيس الغابون أوليغي نغيما يقوي العلاقات التاريخية مع المغرب

قال باحثون في العلاقات الدولية إن تنصيب بريس كلوتير أوليغي نغيما، الرئيس المنتخب لجمهورية الغابون، “يخدم العلاقات الدبلوماسية المتميزة بين الغابون والمملكة المغربية”، معتبرين أن “المغرب يحظى بخصوصية كبيرة لدى الرئيس المنتخب، فقد عاش مراحل من حياته في المغرب. وعمل، منذ توليه قيادة المرحلة الانتقالية، على إبراز معالم هذا التقدير للمملكة عبر زياراته الخاصة المتكررة هو وعقيلته”.

وأثناء تنصيبه أمس السبت بليبرفيل، وأدائه اليمين الدستورية كرئيس للغابون لولاية مدتها سبع سنوات، مثّل الملك محمدا السادس رئيسُ مجلس النواب، في الحفل الرفيع، وسط حضور ثلّة من الدبلوماسيين الدوليين ورؤساء الدول والحكومات ورؤساء البرلمانات وممثلين عن منظمات دولية وكذا وفود أجنبية.

دفعة إضافية

لحسن أقرطيط، باحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، اعتبر تنصيب “أوليغي بمثابة دفعة إضافية ستلقي بتأثيرها الإيجابي بشكل كبير على العلاقات البينية بين الرباط وليبروفيل، على اعتبار أن هذا الرئيس يعرف المملكة المغربية جيدا؛ فقد درس بالمغرب وتربطه علاقات قوية بالمملكة، من خلال زياراته المتكرّرة خصوصا في الإطار الشخصي”.

وقال أقرطيط، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية: “بالنظر إلى التحديات التي تواجه دولة الغابون، والتي ترتبط أساسا بالعمل على مشاريع الرئيس أوليغي المتمثلة في تنويع مصادر الاقتصاد الغابوني، والخروج من الاعتماد على الصناعة النفطية، فإن المغرب يمثل نموذجا يُحتذى به على مستوى تنويع مصادر الاقتصاد، وسيكون هناك تعاون كبير على هذا المستوى”.

وأضاف المتحدث: “بحكم العلاقات الفريدة التي تجمع الرئيس المنتخب بالمملكة المغربية، سيعمل على الاستفادة من استثمارات المملكة المغربية، خصوصا أن تجربة المغرب في الغابون تجربة مهمة على المستوى الاستثماري”، مشددا على “الدور المحوري الذي تلعبه الرباط على المستوى القاري الإفريقي”.

وأشار أقرطيط إلى أن “المغرب من الدول التي دافعت عن عودة الغابون إلى حاضنة الاتحاد الإفريقي، واستعادة مكاتبها داخل منظمة الاتحاد”، مبرزا أن “هذا التنصيب سيعطي دفعة قوية للعلاقات الثنائية المغربية الغابونية. وسنكون أمام فصل جديد في تطوير هذه العلاقات، بقيادة رئيسي الدولتين، الملك محمد السادس والرئيس أوليغي نيغما”.

علاقات متميزة

قال محمد نشطاوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن “تأكيد الرئيس الجديد أحقيته في السلطة بعد المرحلة الانتقالية جاء بناء على إشارات إيجابية أكدت أنه ربما قد يكون رجل المرحلة، خصوصا في ظل الفراغ الذي تركته عائلة بانغو لسنوات طويلة، وبصمت بشكل كبير الحياة السياسية في الغابون”.

وأفاد نشطاوي، ضمن تصريحه لهسبريس، بأن “الرئيس الجديد يعي جيدا طبيعة العلاقات الوثيقة بين المغرب والغابون، وهي علاقات امتدت لعشرات السنين، وكانت الرباط دائما إلى جانب ليبرفيل في العديد من المحطات والمواقف، حتى أن أفراد من العائلة الحاكمة سابقا يعيشون في المملكة”، مشددا على “وجود رابط حقيقي سيحرص الرئيس المنتخب على مواصلته”.

وذكر المتحدث أن “استمرارية هذه العلاقات نقطة مهمة بالنسبة للرئيس الجديد، إذ سيجد في المغرب حليفا قويا ومهما، وكذلك سندا في هذه المرحلة”، مسجلا أنه “بالنسبة للمغرب ستكون هناك فرصة لتعميق العلاقات الوطيدة بين البلدين، خصوصا في ظل الاستراتيجية التي رسمها الملك محمد السادس فيما يتعلق بالعلاقات مع البلدان الإفريقية”.

ولفت الأستاذ الجامعي المتخصص في العلاقات الدولية إلى “مبادرات المغرب، سواء تعلق الأمر بخط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي أو بالمبادرة الملكية الأطلسية؛ فكلّها تُبرز الدور المغربي في هذه الآليات”، مبرزا أنه “هذا يبين إلى أي حد أن الغابون بحاجة إلى الخبرة والتجربة المغربيتين، وكذا إلى سند الرباط ودعمها في هذه المرحلة، ولن يجد نيغما أفضل من المغرب في مده بالخبرة والمساعدة في الملفات التي ستنال أولويته”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *